فيس وتويتر

فراج إسماعيل يكتب :ترامب يضغط من بوابة الاقتصاد

ترامب يضغط من بوابة الاقتصاد على الدول التي لا تستجيب لأوامره. هو يفتقد أدنى المبادئ الدبلوماسية ويتكلم بصيغة الأمر. لو نظرنا إلى أنفسنا كمصر، نستطيع أن نقول له: اغضب كما تشاء واشرب من البحر.
نحن لسنا دولة منتجة أو مصدرة وبالتالي لا تعنينا كثيرا التعريفات الجمركية التي تهدد بها. المعونة السنوية التي اقتطع منها سلفك بايدن جزءا للبنان يمكن الاستغناء عنها.
الأسلحة الأمريكية التي قد تمنع عنا قطع الغيار اللازمة يمكن الاستغناء عنها خاصة أننا لسنا في حالة حرب، وحصل تنوع في السنوات الأخيرة من دول الاتحاد الأوروبي المشتبكة مع جنونك. كما أننا توجهنا إلى الصين..القوة الاقتصادية المخيفة عالميا والتي تقاتل من أجل التصدي لها ولكنها تضرب دولتك اقتصاديا وتكنولوجيا.. كم خسرت شركات التكنولوجيا العملاقة عندك في الأيام الأخيرة في الذكاء الصناعي في مواجهة ديب سيك الصيني.
منذ أصدرت الصين ديب سيك في 20 يناير الماضي، استطاع أن يحظى باهتمام صناعة التكنولوجيا بأكملها في الولايات المتحدة وخارجها.
لقد تغلبت على حظر تصدير الرقائق المتقدمة إليها، وتمكنت من صنع روبوت تقول إن تكلفته لا تساوي شيئاً أمام تكلفة “تشات جي بي تي” التابع للشركة الأمريكية “أوبن إيه آي”.
وقد تسبب هذا في خسارة شركة “إنفيديا” العملاقة لصناعة الرقائق، لما يقرب من 600 مليار دولار (أي نحو 482 مليار جنيه استرليني) من قيمتها السوقية في يوم واحد وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة.
ترامب يهدد العالم بإقامة جدار التعريفات الجمركية، وهو في الواقع كرة مدمرة لقواعد التجارة العالمية.
إنه يشبه هتلر لكن ليس في ميدان الحروب العسكرية. لقد أشعل حربا تجارية عالمية بأوامر تنفيذية مستعجلة معتقدا أنها ستخدم الولايات المتحدة بشكل أفضل.
يصف موقع أكسيوس جدار التعريفات الجمركية الذي يشيده ترامب بأنه مقامرة غير محسوبة تلحق الضرر بالاقتصاد الأمريكي، وتضرب ازدهار سوق الأسهم. ثم هناك الآثار غير المعروفة التي قد تأتي من التدابير الانتقامية.
ضربت الرسوم الجمركية المتوقعة 40% من الواردات الأمريكية، من الأفوكادو إلى قطع غيار السيارات إلى النفط.
فاز ترامب في الانتخابات بسبب التضخم.. ويخاطر جدار التعريفات الجمركية بتفاقم هذه المشكلة التي تعهد بحلها.
مع التعريفات الجمركية سترتفع الأسعار.. وستجعل من الصعب التغلب على ضغوطها المتزايدة.. وسيحدث إضطراب في السوق الأمريكي وهذا ما سيصب في صالح العملاق الصيني.
يكفي أن نعرف أن أكثر من 60% من واردات الولايات المتحدة من الخضروات تأتي من المكسيك وفقا لوزارة الزراعة الأمريكية.
وفي مجال السيارات.. يريد ترامب أن يصنعها في أمريكا، والحقيقة الصادمة له أن هذا القطاع يعتمد على مدخلات من المكسيك وكندا.
التعريفة الجمركية المرتفعة ستؤثر على سلسلة التوريد.. وعلى دخل الأسر الأمريكية المتوسطة معيشيا، إذ تقول مؤسسة الضرائب إنها ستكلف كل أسرة ضريبة سنوية إضافية 670 دولارا.
في خطابها صباح الجمعة، حذرت محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي ميشيل بومان من المخاطر الصعودية للتضخم بسبب حرب ترامب التجارية، مشيرة إلى أن سلاسل التوريد العالمية لا تزال “عرضة للتعطيل”.
ترامب يهدد ويتجاهل ردود الفعل والتدابير الدفاعية من الدول المستهدفة، وهو غباء سياسي واقتصادي. يوم الخميس الماضي صرح في المكتب البيضاوي بأنه يعتزم المضي قدمًا في فرض رسوم جمركية بنسبة 25٪ على المكسيك وكندا.
على الفور تحداه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وقال إن بلاده سترد.
ترامب فقاعة يجب ألا تخيفنا تهديداته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى