رؤي ومقالات

أشرف بوصيله يكتب :اصحاب السبت

حين حرم الله عليهم الصيد يوم السبت التزم اليهود بتعليمات ربهم ..ما المانع من راحه اسبوعيه تتمدد فيها الاجساد علي شاطى البحر مسترخيه جامعه ثواب الدنيا بالاستمتاع بالشاطى و الرمال و الشمس و ثواب الاخره بالانصياع للامر الرباني و الامتثال بالطاعه ..فكان و لا بد من فتنة تمايز المطيع لامر الله حبا و قربا و ايمانا عن من اخضع الامر لحسابات العقل و الاستذكاء بأن لا ضير في الامتثال لامر الله طالما ان اليوم يشبه غيره و من الممكن تعويض حصيلته بساعه من العمل الزائد في غيره ..فكان لا بد من فتنه تمايز الخبيث من الطيب .. فأمر الله حيتان البحر بان لا تقترب من الشاطئ طوال ايام الاسبوع عدا يوم السبت المحرم فيه الصيد ..و هنا اختلت حسابات الحاسبين عقلا بينما لم تختل حسابات المؤمنيين ممن ابتغوا طاعة الله ايمانا و احتسابا..و لان الامر من بدايته خضع لحسبة العقل لا الايمان استمر العقل في تدبير أمره لذاته بالتحايل علي امر الله و هم من لا يخلوا منهم عصر كمن يستقل سيارته بلا هدف علي طريق مفتوح بسرعه ثابته ليقطع بها مسافه تمكنه من نيل رخصة الافطار في رمضان لانه علي سفر ..فنصبوا الشباك و الفخاخ ليلة الجمعه لتقع فيها الاسماك دون تدخل منهم يوم السبت المحرم ..و يجمعونها يوم الاحد صباحا ..و كعادة العقل يغفل عن ان من يحاول التحايل عليه هو من صنعه من الاساس ..غريب حد الحماقه العقل في كثير من الاحيان ..فكانت لعنة السبت التي انكبت علي اصحاب التحايل فمسختهم قردة و خنازير …هل تقف لعنة السبت عند هذا الحد !!!
تظل حكاية اصحاب السبت حكاية تروي للاجيال حتي يتم تخليدها ذكرا في القرآن الكريم ..
و لأن اللعنه ارتبطت بيوم السبت .. لا اعلم ان كانت مصادفة ام استيحاء حين كتب نجيب محفوظ القاهره ٣٠ و اختيار يوم السبت من كل اسبوع ليمتنع فيه محجوب عبد الدايم عن حلاله و عن دخول بيته…ليستمتع الباشا بزوجته و سريره بعلم محجوب و كامل ادراكه و مباركته ..مقابل فتنة الوظيفه و المركز الاجتماعي و المال و الترقيه ..ليستمر احفاد اصحاب السبت جيلا بعد جيل بيننا يتنازلون طوعا عن شرفهم و كرامتهم و بقيه من احترامنا لهم ليشتروا به وجاهه و مراكز ووفره من المال تجعلهم لا يشبهونا او نشبههم .. فالمجتمع الذي يتصدر واجهته اصحاب السبت بدرجاتهم المتفاوته و اطماعهم المتدرجه صعودا بداية من بيع الصوت بكيلو سكر و مائة جنيه وصولا الي تصدر الصفوف الاولي في المؤتمرات و الاحتفالات المرموقه بلا شك مجتمع موصوم بالعار.

زر الذهاب إلى الأعلى