كتاب وشعراء

يبتلعني جوف الصمت…..بقلم زهراء الخابور

يبتلعني جوف الصمت
حتى شفير الصراخ
ينتابني عبيرالهيل
في صمت حنانك
أذهب في
الأسطورة المشتعلة في رؤياك الفذّة
كعوالم ساحرة…
المشعة في عتمة عيناك
كنيازك خارجة على ضجر المجرّة….
أترقرق على
سطح مائي
ضوءً ينوس ثملاً
بين الصعود
المحموم لموسيقاي
في ساتان الشغف
وهبوط الأسى المخمور
في فواصل التعب
لدى خشوع البنفسج
في توق شرياني
***
ليلة أمس
في المنام
زارني النهر
كان متوهجاً
كما نهارصحوٍفي نيسان
كان جامحاً حانياً
منسوب مائه خرافياً
فاتناً كصعود الضوء اللذيذ
في حزن الصباح
جاء بعنف طوفان
والعجيب أنني
فيه أشتهيت الغرق
كان ماءككل ماء
وغازلني بلغة الورد
لا أخفيكم سراً
هو أمي
هو أمي صدّقوني
أمي جاءت بثياب النهر
أرتدت صهيل النهر
حين يفيض في أوج الحب
لدى طفح الشغف
في صلوات نيسان
ليلة أمس زارني النهر
وحين هممت به
فرّ من حضن حلمي
وترك قصيدتي
تبكي العطش والعطاش
وتنسج من يباس المنافي
سراب….
هو النهر جاء بثياب أمي
ليته زارني بمفرده
أو أن أمي جاءت لوحدها
زارني النهر بثياب أمي
زارتني أمي بثياب النهر
ثم غادراني
ليت الفرات جاء لوحده
أو أمي زارتني وغادرت
وتركتني أعافر العطش
وأرسم جرحي
على ماء منفاي
هما العزيزان
لوّحا لشوقي من بعيد
وتلاشيا خلف عتمة الأفق
المثقل بعهر الحرب
رباه ما أجمل الزيارة
ماأروع الزوّار
رباه ما أفجع الفراق
آه ياعطشي قتلني الماء بلاماء
آه ياعمري توّقف قليلاً
سئمت الخواء بلاإنسٍ ولاضوضاء
آه يانهري العظيم قتلني العراء
آه يا أمي قتلني
إنني أنا والحائط سواء….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى