مصطفي الفيتوري يكتب :أنعقاد جديد لمجلس الأمن بشأن ليبيا ولاجديد متوقع

يوم 24 يونيو سيستمع مجلس الأمن الي إيفادة جديدة من هانا تيتتي. من غير المتوقع أن يتخد المجلس اي أجراء بخصوص ليبيا ولكنه قد يصدر بيان (غير ملزم لأحد) ولا يوجد حتى اللحظة اي مشروع قرار مطروح على المجلس ولم تقدم بريطانيا حاملة القلم عن ليبيا اي مشروع قرار ولا حتى ناقشت الأمر مع بقية الأعضاء. فماذا ستقول تيتتي وماذا سيقول المجلس؟
هنا بعض الملاحظات:
1.تيتتي ستقدم ملخص لعمل اللجنة الإستشارية وتقريرها الذي طرح 4 خيارات ليكون احداها قاعدة ومرجعية أختيارية وغير ملزمة للبعثة لطرح تصورها للتقدم الي الأمام على طريق الإنتخابات التي صارت غاية في ذاتها بدل أن تكون وسيلة. عمليا كل الحلول تقريبا أًستهلكت وحتى الذي حمل بصيص أمل في نجاحه فشل ولم يتم تنفيذه حين لاحت الفرصة لنجاحه عام 2021 وما من جدي هنا على صعيد التصورات. كل ما يُقال وسيُقال قديم بشكل ما.
2.علنا تقول البعثة انه لابد من تشكيل حكومة موحدة لإجراء الانتخابات ولكن عمليا تعارض الفكرة مخافة أن تؤدي الي العنف والحرب في ظل هذا التوتر الداخلي الملحوظ. ولكن معارضتها تبدو مخفية فتغلفها بالقول أن الإجراءات الأحادية مضرة للعملية السياسية وما تعنيه هنا هو يجب الا يقدم اي من الجهات المعنية (الحكومتين/الدولة/البرلمان/الجيش/الرئاسي) على اي خطوة منفردا في ظل أستحالة الأجماع على اي شئ تقريبا. وحتى بعد ان فتح البرلمان باب الترشح لمنصب رئيس الحكومة لم تؤيد البعثة هذا التوجه رغم موافقة مجلس الدولة عليه ولهذا يظهر أن البرلمان جمّد مؤقتا موضوع الحكومة الجديدة حتى أشعار أخر وفي انتظار جلسة مجلس الأمن بعد أقل من أسبوعين معلالا الأمر بان رئيس وزراء جديد دون تأييد دولي وأعتراف يعني مزيد من الإنقسام والتأزيم ولن يقود الي الحل…اذا كان البرلمان لديه حقا النيه في الحل!
3.البعثة دائما تؤكد على الملكية والقيادة الليبية للحل ولكنها لا تضع ذلك موضع التنفيذ فيما يبدو أن الأطراف الليبية غير قادة لا على تقديم الحل ولا على قيادته ولا حتى على طرحه. وهذا يشبه حقيقة أن البعثة ومجلس الأمن دائما يشتكيان من التدخلات الأجنبية وأثرها السلبي على عملها ولكن في الحقيقة لا هي ولا المجلس ينفذ قراراته بمنع التدخلات السلبية أو الحد منها فالمجلس يعرف تماما من هي الأطراف الداخلية التي تستعملها الدول الأجنبية للتدخل في ليبيا من خلال تقارير لجنة العقوبات التي تسمي تلك الأطراف بالإسم ولكن بلا نتيجة رغم أن المجلس تبنى أكثر من قرار يطالب بوقف التدخلات الأجنبية في ليبيا.
4.الإنطباع العام أن البعثة تؤيد الخيار 4 من توصيات اللجنة الإستشارية وهذا الخيار يعني العودة الي آلية الحوار (لجنة 75 التي أنتجت بعض من الوضع الحالي) ولكن تيتتي ربما ترغب في أعادة تشكيلها وهذا قد يعني مثلا ضم لجنة الـ20 اليها وأختيار أعضاء جدد لينضموا اليها في لجنة جديدة في الشكل ولكنها تؤدي نفس الغرض. وهذا الخيار سببه ان تيتتي تعرف أنها لن تحصل على موافقة مجلس الأمن بأعتماد لجنة الـ20 كونها أستشارية الطابع من البداية في حين لجنة الـ75 نالت دعم وموافقة مجلس الأمن منذ عام 2021 ولهذا العودة اليها لا تحتاج الي قرار أممي جديد وان بتركيبة مختلفة.
5.كل هذا يحدث طبعا فيما الوضع الداخلي متأزم أمنيا وأقتصاديا وسياسيا والناس تعاني والتحشيد العسكري مستمر في موزاة عضب جماهيري تجلى في المظاهرات الشعبية الأسبوعية وما من أشارة تدل على أن الدبيبه مثلا مستعد للمغادرة فهو يرى أنه أحق بحكم الليبيين أو بعضهم مثله مثل غيره من الطامحين والحاكمين الآن فعليا.
الخلاصة: لا جديد متوقع من مجلس الأمن ولا جديد تمتلكه البعثة حاليا ولا جديد قدمته اللجنة الإستشارية وبالتالي نستمر في ذات الحلقة المفرغة. ولا يبدو أن خيار البوسنة والهرسك مثلا وتطبيقه على ليبيا ينال الدعم الكافي في مجلس الأمن فليبيا في النهاية ليست داخل الجغرافية الأوربية وطالما المهاجرين العابرين للبحر في تناقص وتتم أعادة توجيههم الي دول اخرى (ألبانيا/رواندا كأمثلة) والنفط يتدفق وداعش أختفت مؤقتا على الأقل فليبيا لم تعد مصدر قلق كما كانت في أعوام سابقة. وأتذكر أن غسان سلامه في فورة غضب بعد أستقالته قال أن الأوربيون لا يعنيهم من ليبيا الا المهاجرين وبقائهم فيها والنفط وتدفقه والأمريكان لا يعنيهم الا أختفاء داعش أو تراجعها موقتا. تم ان ترمب لا يرى الأمور من نفس الزاوية السابقة وليبيا ليست أولوية له وكل ما يتردد أحيانا نن أقول منسوبه الي مستشاره مسعد بولص لا يعني شئ وبولص سمسار يسعى وراء المال ولا شئ غيره ولا يمتلك رؤية لليبيا لا سطحية ولا عميقة شأنه شأن رئيسه الأكثر جهلا منه مع انه يحكم العالم تقريبا!