د.محمد إبراهيم العشماوي يكتب :سؤال حديثي، أصولي، فقهي، بخصوص تكبيرات العيدين!

سألني طالب علم هذا السؤال، كيف لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء في صيغة التكبير في العيدين ولا في كيفيته، وجميع ما ثبت من ذلك إنما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم؟!
فأجبت: إن ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم له طريقان لثبوته:
الأول: أن يثبت عنه بطريق مباشر، بأن ينسبه الراوي إلى النبي صلى الله عليه وسلم صراحة، وهو المسمى بالحديث المرفوع!
الثاني: أن يثبت عنه بطريق غير مباشر، كأن يفعله الصحابي رضي الله عنه، دون أن ينسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم صراحة، وهو من أمور العبادات التوقيفية، التي لا مجال فيها للرأي ولا للاجتهاد، وهذا هو المسمى بالحديث المرفوع حكما، أي ما له حكم الرفع، وإن كانت صورته صورة الحديث الموقوف على الصحابي!
وأما اختلافهم في التكبير فيرجع إلى أسباب الاختلاف المعروفة عند الأئمة، والتي من بينها فعل النبي صلى الله عليه وسلم الشيء على أنحاء متعددة، وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم عدة أعياد، فلا يبعد أن يروى عنه التكبير، صيغة، وصفة، ووقتا، على أكثر من وجه، وجاء اختلاف الفقهاء تبعا لهذه الوجوه!
وبهذا يُعلم أن جميع صيغ التكبير الواردة عن الصحابة رضي الله عنهم، واختلافهم فيها، وفي كيفية أدائها، وفي مواقيتها؛ إنما هو مما تلقوه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإن لم يذكروا ذلك صراحة، والقرينة في ذلك أنها من أمور العبادات التوقيفية التي لا تؤخذ إلا عن صاحب الشرع صلوات الله وسلامه عليه، ولا مجال للرأي ولا للاجتهاد فيها، وبالله التوفيق.