كتاب وشعراء

أنا ظمأ البحر…بقلم هادية السالمي

على ضفّة النهر 
َيرتقب الحجلُ السّفن
ُو صحراء

تشقى بها رئتايَ و تهترئ

و في القلب

مِجمرة و نُهور من الشجن

و فيه عواصف ترغو و تصطدم

فتسري بصدري

عناقيد ليل و هسهسة

و ينبت في مقلتيَّ السّراب و يضطرم

و فيها تئنّ قطوف السماء

و تنكفئ

أعُدُّ جسورَ الرمال 
ِعلى مسرح العُمُر

و فيها تضجّ الخيول 
ٍبراياتِ “معتصم ”

و أرتُقُ عشب الحنين بدمعي

و أنتظر

فتصحو بعينِي شظايا المرايا

و تنفجر

و تصهَل في قدحي

رجفة الجوع و العطش

و يُرعِد فيَّ نشيج العروبة

يا عرب

فأنسج من عطشي

صبْرَ خيلي و أوشحتي

و لا قوسَ منكم

عليه أشدّ و أتّكئ

و لا جسرَ منكم

إليه أفرّ و ألتجئ

و يهمي رماد العروبة ، يا عربا ، وجعا

و يسألني

عن شجون المرايا

…و يحرقني

تفِرّون من قدحي

و تهيمون بالعَتَب

تفيئون _ أنتم _على الشوك

بالودّ و الرُّطَبِ

وكأسي

يُوشِّي دجاها مناضدَكم بالجوى

يُها القوم!

طابت دفاتركم

.و تشظّت يدي

تشظّت يدي

غير أنّ رمادي هواه المدى

أنا، للقداسة، عنوانُها و منابعُها

أنا، ظمأُ البحر 
ِتُلهِبُه دمعةُ الجَزَع

أنا، كَمَدُ الحبر 
ِتَنهَشُه شَوْكَةُ الوَهَن

عِطافُ النخيل، أنا، و الجريدُ أدثّره 
ُأنا ها هنا السِّنْدَيان

و لستُ أَهابُ اللّظى 
ُكيقطينةٍ فَيْؤُها لمواجعكم بَلسَم 
ِأنا ،
يا دثاري، رُضابُ السّماء 
ِعلى الحجَر .

صهيلُ المنافي ، أنا، و خُدوشُ العُرَى

و عطر الضياء ، أنا،
و الظلال لأضلعكم 
ِوزنبقةٌ يمّمت مسبحَ الطيْرِ و الشُّهُب

لتخبِزَ نورا لسُنبُلةٍ في كهوف الرّدى

ألَسْتُ أنا الشّهقةَ البِكرَ للفجر

في أرضكم؟!

ألَسْتُ أنا شَفَةَ الشمس

تروي سنابلَكم؟! 
ٌفتبّا لقوْمٍ هَوَاهُمْ رِكابٌ و نَرْجِيلَة

.و خِدْري ، مَرَاتِعُ ريحٍ سَمُومٍ و مِقْصَلةٍ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى