تقارير وتحقيقات

أشرف الريس يكتب عن : ذكرى القبض على الزعيم أحمد عُرابى

فى مثل هذا اليوم مُنذ 138 عاماً و بالتحديد فى 1 / 2 / 1881م تم القبض على الزعيم الوطنى الأميرلاى أحمد عُرابى بعد ان قام الضُباط الشراكسة فى الجيش المصرى من ذوى الرُتب العالية بتحريض المؤيدين لهم من ذوى الرتب الصغيرة ! على عدم إطاعة ضُباطهم المصريين من ذوى الرُتب العالية و التى عُرفت فيما بعد أو تم تسميتها من قِبل المؤرخين بـ ” مؤامرة الشراكسة ” …
و قد بدأت شرارة هذه المؤامرة فى القدح حينما بدأ عُرابى يجتمع فى منزله بصفة دورية مع مجموعة من الرفاق من قادة الجيش المصرى ليتناقشون بشأن التصدى لما يقوم به ناظر الجهادية الشركسى ” عُثمان رفقى ” من اضطهادٍ للضُباط المصريين آلت فى النهاية تلك الإجتماعات لاختيار الرِفاق لعُرابى نائباً عنهم و قام عُرابى بعد ذلك بكتابة عريضة يُطالب فيها بعزل ناظر الجهادية عُثمان رفقى و وَقَعَ عليها هو و كل من الاميرالاى ” على فهمى ” و ” عبد العال حلمى ” و فى صباح 17 يناير توجهوا الى مقر نظارة ” وزارة ” الداخلية و سلموا العريضة و طلبوا تقديمها إلى رياض باشا ” رئيس الحُكومة ” و فى 31 يناير اجتمع مجلس الوزراء برآسة الخديوى توفيق و قرر الأخير تكليف عُثمان رفقى وزير الحربية بإلقاء القبض على الضُباط الثلاثة ! و تقديمهم للمُحاكمة العسكرية الفورية ! …
و فى 1 فبراير 1881م دعى وزير الحربية الضُباط الثلاثة إلى قصر النيل و هناك تم القبض عليهم و تجريدهم من أسلحتهم و ايداعهم فى قاعة السجن تمهيداً لمُحاكمتهم فلما علم الآلاى الأول ” رئيس الحرس ” بقُشلاق عابدين بالقبض على الضباط الثلاثة أمر البكباشى ” محمد عبيد ” بسرعة التوجه إلى قصر النيل لتحرير زملائهم و بالفعل هجم جنود الآلاى على القصر و هرب عُثمان رفقى من أحد النوافذ و قام البكباشى ” محمد عبيد ” بتحرير الضُباط الثلاثة و خرجوا جميعاً بقيادة أحمد عرابى و توجهوا إلى ميدان عابدين فيما عُرف فيما بعد بـ ” وقفة عُرابى ” ( و التى كثُر الجدل حول حدوثها ) ! و هنا وجد الخديوى نفسه مُجبراً على قبول طلبات عُرابى التى كانت مُجحفة بالنسبة له و رفاقه و التى نتج عنها موافقة توفيق مُرغماً عن أنفه على عزل عُثمان رفقى و تعيين محمود سامى البارودى بدلاً منه …
و لم ينس الخديوى توفيق إذلال عُرابى له بهُروبه ثُم فرض شروطه عليه فظل يتحين الفُرصة تلو الأخرى للتخلُص منه و للأسف استطاع أن ينال ما سعى له فى 13 / 9 / 1982م حيث اعتقله مرة أخرى بعد هزيمته فى معركة التل الكبير فى ذات التاريخ و نفاه إلى جزيرة سيلان فى 28 ديسمبر من ذات العام  .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى