ثقافة وفنون

يُمكِنُكم يا عُداةُ أنْ تثِبوا…..قصيدة للشاعر محمد منصور الكلحي

يُمكِنُكم يا عُداةُ أنْ تثِبوا
نيرانُنا لم يَعُد لها لَهَبُ

يُمكنُكمْ ..فالرمالُ باردةٌ
مُذ غيَّبت حرَّ شمسنا الحُجُبُ

استَبِقوا الأبوابَ المُفتَّحةَ
الحُماةُ إذ نادتِ السما ذهبوا

يا سيدى أين أنت إذ سُفِكَتْ
دماؤنا .. والإباءُ ينسكِبُ

يا سيدى والأنوفُ مُرغَمَةٌ
يا سيدى والكِرامُ تُنْتَهَبُ

غوثُكَ حين اصطراخِ : يا لأبى
همَّامَ .. فيه الصهيلُ والغَضَبُ

والنَّقْعُ فيهِ السُّيوفُ لامِعةً
وجحْفلٌ مِنكَ راعِدٌ لَجِبُ

جيادُكَ الغُرُّ وهْىَ حامِلَةٌ
حروفَكَ المُتَّقاةَ تنتشِبُ

اليومَ كرَّ العدوُّ ..نودِىَ يا
خيلُ اركبى وادفعى فما ركِبوا

أودتْ بنا الأبجديَّةُ ..انسَحَبَتْ
يومَ الوَغَى.. والبيانُ والخُطَبُ

لو عُجْتَ بالحىِّ بعد ذاك فما
مِن خَيْمَةٍ تُرتَجى ولا طُنُبُ

يا سيدى أين أنتَ ؟!..نغتربُ
عن روحنا .. والدخيلُ ينتَسِبُ

يا سيِّدى والآفاقُ مُعجَمَةٌ
لا مُعرَبٌ فى المَدَى وَلا عَرَبُ

إنْ أُنشِدَ العِيُّ فوق مِنبرِنا
لا تَعجَبَنْ للخُصاةِ إنْ طَرِبوا

قد حاصر الزائفونَ أحرُفَنا
غداةَ أنْ غابَ سادَةٌ نُجُبُ

يا سيدى أجدبت مسامِعُنا
خاصمتَنا يا خصيبُ والسُّحُبُ

هل تملأنْ أقداح الذينَ أَتَوا
إليكَ بعد المُنَى وما شَرِبوا

هل تُنشِدَنْ مَرَّةً ولو خَبَبًا
منسَرِحٌ – لو وصلْتَهُ – الخَبَبُ

هل تُلْقِيَنْ مَرَّةً مُحاضرَةً
ولو عن الموت زارهُ الأدَبُ

هل هل.. وهل (هل) تُقالُ غيرَ سُدًى
لكنَّهُ الشوق حينَ ينتَحِبُ

نَم هانئا ريثما يُعَدُّ ختامُ النصُّ
إنَّ الحديثَ مُقتَضَبُ

لا تنشَغِلْ بالديارِ..نحنُ هنا
فحاوِلوا يا عُداةُ أنْ تَثِبُوا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى