ثقافة وفنون

نداءات خفية …. بقلم : عبد العزيز سلاك

1- 
تعالي كما في قداس 
اكون الحطب وتكونين النيران
وضعي رماد امنياتنا في قنان الذكرى
جذوة اشتياق اذا ما استفاقت سنوات الحرمان
2-

تعالي خبريني عن سنوات الضياع 
كما نسمة حين وشوشت
عن قطرة ندى حين عانقت خد ورد البستان
3-
تعالي كما في قصص الحب
مجازا ندعي اننا عشاق
ونلغي حاجز الصمت
نتبادل الادوار
ندعي اننا لا نعيش الفقدان
4-
تعالي كما شهرزاد احكي لي عن مسغبة ضياعي
حتى الصبح وسياف حبي ينشر سيفه
ثم يؤذن مؤذن حي على الحب حي على الخلان
5-
تعالي ياحبييتي فانا منذ الازل شجرة من غير لحاء
داهمتني سنوات الجليد
طال مقامي فيك وطال فيك الابتلاء
وانا وانت صنوان
6-
تعالي طوقي وجودي بحقول الغام
وارسمي دائرة لمجرتك ادور فيها ولو بعد عام
دليني على مواقع النجوم
فانا الاتي من زمن الشوق
اود ان اقضي فيك فوائت تعبدي
وتكونين ورد الختام
7-
تعالي فانا من بعد حصار طروادة 
تورمت امنياتي
اثخن الجراح 
تغلغلت بجوارحي الاحزان
تعالي رتقي غرز انيني
وانشري مناديلي خلسة
بغرف الدفن وليس على الجدران
تعالي فقد حنطت لك حبي ازليا
لن يتسنه مهما طال الزمان
8-
تعالي كما موجة شاردة
حين مد واجتاحي قلاعي حصوني
فانا فقمة ضاعت منذ امد بين الخلجان
تعالي اهمس لك اني في غيابك
اوشكت على الموت شوقا
اني في هواك صرت بقايا انسان
9-
تعالي فقد اكتمل النصاب
ومر حول ولم اراك 
وانا كيعقوب على تلة الترقب
كل مساء اتابط عكازة الصبر
اشعث الارادة مهزوما من حطام
تعالي فسنوات الجذب داهمتني 
سنابلي تسوست من فرط انين واحزان
خزائني بوار وحرمان
10-
تعالي فقد فاض كاس الشوق
كما النيل حين يروي حقول القمح
فتقدم القرابين 
ومواسم الفرح خزائن لعينيك
اذا ما انبلج صبحك 
كاشعة شمس تنير عتمة الجياع
وابو الهول ممدد في بيداء
يرثي سنوات الابتلاء في عزلة كلوركا
لا تكفيه مائة عام
حطيني مرهم اشتياق في قنان عطرك 
واثمدا تمررينه كحلا 
اذا ما العين فاضت واجهشت بالبكاء
كم يلزمني من سنة ضوئية كي اقتحم مجرتك
وانا مثخن الجراح 
بلا زاد في بيداء التيه مسافر اليك من غير ماء
11-
تعالي جسي نبض الوريد
فالانين بسفوح الشكوى سيل بلغ مداه
تعالي ربتي على منابت الوجع
فالليل من دونك اشد وطاة 
صبري عليك بلغ منتهاه 
12-
تعال فقد طال ندائي
وانا بالشط الغربي تصفعني عواصف الانتظار
اتمايل حينا واجثو القرفصاء
حين يشتد الحصار
من زمن تدمر حين رست سفينة بلون ارجواني تختال
على مرافئ الحنين
وانا اطل من ثقب جدار
دكت حروب المغول قلاعي
وانا في رحلة الصيف بالشام
اترنح من فرط الدهشة 
حين تسكع على ساحل الخيبة ايلان
وقب الخوف بدياري 
حين اعلن عمران انه سيخبر الله بكل شيء
ثم تدثر في رمسه احتجاجا على الطغاة
وبسيناء حين التيه اربعون عاما
وانا اكتب لافتة ثم تلفها عمامة 
فينتفض عرق الجبين خجلا
كظلال شمعة تتراقص نحيبا على جدار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى