فراج إسماعيل يكتب :أجسام نحيلة ومريضة
أجسام نحيلة ومريضة .. تلك التي خرج بها الأسرى الفلسطينيون. وهنا المقارنة واجبة بين الحالة البدنية والصحية الجيدة للأسيرات الإسرائيليات التي أفرج عنهن رغم أنهن كن محتجزات داخل جحيم البربرية الإسرائيلية في غزة.. وبين هؤلاء داخل السجون الإسرائيلية.
إنه الفارق الحضاري الإسلامي مقابل صهيونية متغطرسة نازية عنصرية.
رأينا حالة عميد أسرى جنين رائد السعدي المعتقل منذ عام 1989 الذي غيب الموت والدته عام 2014 وهي تنتظره يوميا على باب الدار، وكتب لها روايته “أمي مريم الفلسطينية” ومات شقيقه، وفقد والده بصره، وكتب فيهم رسالته المؤثرة في عامه الـ35 داخل أسوار السجن: أشتاق لأبي ولرؤية بريق عينيه الذي اختطف منها نظره وهو يبكي حزناً وكمداً، أشتاق لتربة أمي، أن أقف على قبرها معتذراُ على عمر أمضته جالسة على عتبة الدار، ومع كل حركة تنادي اسمي على أمل أن أكون أنا، أشتاق لإخوتي وأخواتي ولأبنائهم الذين لا أعرف عنهم سوى الاسم والصورة.
كذلك عميد الأسرى الفلسطينيين محمد الطوس المعتقل منذ عام 1985 الذي هدم الاحتلال منزل عائلته ثلاث مرات، ورفض الإفراج عنه في كافة صفقات التبادل والإفراجات التي تمت على مدار سنوات اعتقاله.
وهو داخل السجن ساءت الحالة الصحية لزوجته ودخلت في غيبوبة سنة كاملة إلى أن ودعت الدنيا عام 2015 ولم يتمكن من وداعها.