رؤي ومقالات

عبدالكريم بادي يكتب :مخاضات العالم وولادة نظام جديد .

ان الانقباضات التي تحدث للعالم اليوم تبشر بقدوم نظام عالمي جديد سيظهر على اعقاب الاطاحة بنظام زائل بعد عملية الاجهاض التي تتجلى علاماتها والتي إبتدأت قبل سنوات عديدة ولكنها ظهرت بشكل واضح خلال المرحلة الأخيرة خاصة عند بدأ العملية العسكرية الخاصة التي اطلقها الاتحاد الروسي ضد اوكرانيا في ظاهر الامر بينما لم تكن اوكرانيا سوى ساحة صراع بين الدول العظمى حيث اصطدم الاتحاد الروسي بالناتو والذي بدأت الاحداث تتطور بسرعة فائقة خلال السنوات الأخيرة عندما اتاحت دول الناتو لاوكرانيا استخدام صواريخها لاستهداف الاراضي الروسية ما أثار الدب الروسي لتعديل واقرار بعض القرارات المتعلقة بالحرب النووية والتي ربما ستُدخل العالم في حرب نووية حيث سيكون احد اطرافها حلف الناتو ممثل بالولايات المتحدة وبريطانا وفرنسا والمانيا
والطرف الآخر روسيا وحلفائها الصين وكوريا الشمالية وايران وقد زادت حدة التوتر في السابع من اكتوبر عندما قامت حركة حماس القاطنة في مدينة غزة بفلسطين باجتياح السياج الفاصل والدخول الى الاراضي الفلسطينية المحتلة وأسر وقتل عدد كبير من جنود الاحتلال الاسرائيلي المدعوم مباشر من أمريكا وبريطانيا والدول الغربية والتي كان الحدث الابرز على مستوى العالم باكمله حيث عدل مجريات الأمور وجاءت كصفعة قوية في وجه أمريكا والدول الاوروبية الذين سخروا كل طاقتهم ووسائل اعلامهم للتشدق بحقوق الانسان والعدالة الدولية بينما جاء طوفان الاقصى العملية التي اطلقتها حركة المقاومة حماس لتزيل تلك الأقنعة وتثبت للعالم ازدواجية المعاير فالدول التي تعاطفت مع اوكرانيا ضد روسيا لم تستطيع الثبات و سارعت الى دعم الاحتلال الاسرائيلي بكل القنابل والاسلحة التي تتضمن اسلحة دمار شامل حيث بدأ الاحتلال وداعميه ككلب مسعور يسفك دماء المدنيين والاطفال بالقاء القنابل على مدينة غزة حيث بلغت القنابل التي القيت على مدينة غزة تزن مايقارب 30 الف طن من المتفجرات اودت بحياة اكثر من 46 الف شهيد غالبيتهم اطفال ونساء حسب المرصد الأورومتوسطي و تجدر الإشارة إلى أن القنبلة النووية التي أسقطتها الولايات المتحدة الأميركية على هيروشيما وناغازاكي في اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس/آب 1945 قدرت بنحو 15 ألف طن من المتفجرات
كان لذلك الحدث صدى كبير على مستوى العالم وبدأت الكثير من شعوب العالم بما فيها شعوب الدول الاوروبية وامريكا بالاحتجاجات على مايحدث بحق اهل غزة وبدأ يتمحور لدى الكثير من الناس فكرة ماتروج له أمريكا وبريطانيا وغيرها للسيطرة على الناس من خلال وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بحملاتها ضد جميع من ينتقدها او يفضح قبح اعمالها متهمة إياهم بالارهاب
كما ظهرت دول اخرى كدول مقاومة ومدافعة عن القضية الفلسطينية كما التف محور المقاومة حول القضية والدفاع عنها فمن الثامن من اكتوبر بنفس عام طوفان الاقصى هاجم حزب الله بعض مواقع الاحتلال الاسرائيلي بينما ظهر اليمن كقوة عدلت من معادلة الحرب من حيث لم يكن يحتسب الاحتلال الاسرائيلي ومن وراءه بعد ان اعلنت جماعة انصار الله الحوثيين في صنعاء استيلائهم على سفينة اسرائيلية كانت باعلان رسمي لدخول المعركة اسنادا لغزة حيث خنقت الاحتلال بمهاجمة جميع سفنه واعلان حظر بحري على الاحتلال الاسرائيلي ما ادى الى شل بعض الموائيء الاسرائيلية عن العمل مما جعل أمريكا وبريطانيا تتزعمان تحالفا دوليا لمهاجمة اليمن حماية لسفن الاحتلال الاسرائيلي والتي باءت تلك المحاولات بالفشل بل انقلب السحر على السحر بعد ان دخلت فرقاطات وحاملات الطائرات والسفن الحربية الى البحرين الاحمر والعربي جعلها عرضة للصواريخ اليمنية والطائرات المسيرة التي اجبرت تلك القطع على المغادرة واظهرت عجزا كبيرا للدفاع عن نفسها امام الهجمان شبه اليومية من قوات اليمن الى جانب استهداف مواقع حساسه في فلسطين المحتلة بصواريخ فرط صوتيه تعلن عنها اليمن لاول مره وقد اصابت اهدافها بدقة عالية بعمق الاراضي المحتلة ماجعل العالم ينبهر بالمارد اليماني انى له كل تلك القوة وهو الخارج من حرب عبثية فُرضت عليه على مدى عشر سنوات من خلال دول العدوان بقيادة السعودية والامارات
وهنا تستوقفنا الأحداث حيث التغير الذي طرأ حيث بدأت اطراف ودول بالظهور كقوى اقليمية جديدة ربما سيكون لها دور بارز في تشكيل العالم الجديد الذي يتطلع الى التحرر من الهمينة الأمريكية والاستبداد والتطلع الى عالم متعدد الاقطاب بحيث تظهر فيه دولا على انقاض دول اخرى انطلاقا من قانون ” النمو والإنحدار ” ان لكل شيء بالحياة مراحل يمر بها حتى يصل الى اقصى حد من ذروته ثم يعود للانحدار وعليه يقول الشاعر ” لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ. فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ. هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ. مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ ”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى