
عن :
رجلٍ ممنهجٍ يغسلُ وجهَ الفجرِ بفُقاعِ الدَّهشةِ قبل كلِّ صباحٍ
يشربُ عُصارةَ عمرٍ خالٍ من الدَّسمِ
يُقبِّلُ أحفاداً من ورقٍ
يجوبُ مدناً لم تطأْها قدمٌ
يجلسُ قُرفُصاءَ حزنٍ لم يبلغْ مُنتهاهُ
يتناولُ وجعاً مجفَّفاً وجبةً بائتةً
يزكرشُ دروباً لا يُبلغُ مُنتهاها
يخضِّبُ النهرَ طينَ فجائعِهِ الأولى
منسدحاً التواءُ عروقِ السِّباحِ
ما من كذلةٍ تلاعِبها الرِّيحُ
يمشِّطُ صلعَةَ أيّامهِ صعيداً وأن لم تعدْ منزَلقاً
وقبل أن يحِلَّ الظلامُ ينامُ خلفَ سياجِ النصِّ
عن:
تشابُهِ أيّامهِ إلاَّ في حدَّتِها
هزيلةٌ إلاَّ في تسارُعِها
يمشي على أطرافِ شِعرٍ كي لا يوقضُ القصيدةَ من غفوتِها
منكفئٌ يواري سوءَةَ أحرفٍ أوهموهُ السيّارةُ أنَّها صواعُ راحلتِهِ
يُحصي مساميرَ توابيتِهِ طرقةً ،طرقةً
يهشِّمُ أخشابَ لغةٍ باردةٍ
لعلَّه يتدفّأُ بما تبقَّى له من رمادِ النُّصوصِ
عن
طرقِ نواقيسَ في كنائسَ روحِهِ المهجورةِ
انطفاءُ فناراتٍ تاهتْ سفنُها في لجَّةِ الذُّهولِ
عن الَّلامعقولِ كلَّما تأرجحَ قمرُ الأفولِ
عن انطفاءِ الوقتِ لزرقاتِ الليلِ الخبولِ..!
عن
رجلٍ يستبدِلُ رأسَهُ بشيءٍ من الأسئلةِ ليتوهَ في زحمَةِ الأوراقِ،يصارعُ وهمَ الحكايا بسيوفِ الدُّخانِ
لا يدركُ من التّيهِ إلا جعجعةَ الفراغِ..!
هامشٌ
عن الطّينِ دون ماءٍ
.
.غراس