
اصمتْ ..
اصمتْ ، صمت الأفكار العبقرية ،
على أملٍ ، أن اجدُ حلاً لكلِ معضلةْ .
اصمتْ ، صمت الخاسرين الضائعين ،
وأنا أعرف أن خطواتي نحوّ النجاح .
اصمتْ ، صمت السعداء الساذجين ،
اعتقاداً مني ، أن عِرقيّ يهمُ أحداً .
اصمتْ ، صمت المستفيدين المنعمين ،
وسأظلُ اصمتْ ، حتى لا يظنُ احداً ذلك .
اصمتْ ، واصمتْ ، واصمتْ
حتى أغلب غطرستي وحيرتي
والسبب ..
ليس ذو أهمية .
اصمتْ ، صمت القاسين الظالمين ،
لأن الغضب يصل إلى صدري .
اصمتْ ، صمت المُدعين القاضين ،
لأن هناك الكثير من يَدَعي ، إذا كان لا يؤمن بمستواي .
اصمتْ ، صمت المرفوضين المخذولين ،
لأني ..
تدربتُ كثيراً أمام الأبواب المغلقة .
اصمتْ ، صمت من لا يعانون ولا يخافون ،
ببساطة ..
اتنقل من مكانٍ إلى آخر .
اصمتْ ، صمت السعداء البلهاء
فكم من الايامِ ابقى أُكابرُ أمام الاخرين ؟!
اصمتْ ، واصمتْ ، واصمتْ
ما دمت أستطيع أن أقف على قدمي
دون ان يطلب مني احداً ذلك .
ابحث عن الصوت الذي لا اسمعه
( اسجل بالصوت ، دقات قلبي ، داخل قفص صدري )
ابحث عن الصوت الذي لا اسمعه
أَلتهم
الهموم ، المصاعب ، المتاعب ، المخاطر
إذا لم اتفهمه .!
ابحث عن الصوت الذي لا اسمعه
فقد عركتني الحياة
وسمعتُ فيها الكثير .
ابحث عن الصوت الذي لا اسمعه
ظلال الطين تمشي متعبة
تهز الرأس من الأسفل
أشباحٌ ملتوية ..
وأُناساً
تُذَكرُ وتنصح بالفِرار
والجياد في كل مكان .
يبدأ الظلام
في عرض ذهني على كل شيء
بينما يصبح كل شيءٍ فائز
اخسر أنا بعين نفسي فقط .!
وقد أكون بعين الآخرين لا شيء …!
في هذا الزمان
حيث الملل والخيبات تُغشي العين
هناك دائماً صرخة بعيدة
تتقافز من صخرة إلى صخرة ،
وهي تموت بجوار سرطان بحر .
وظهري العاصف بالريح
ينفصل أقل وأقل ، وببطءٍ ، عن ثيابي المالحة .
من هذا المنظور
توجد خيمٌ وأشخاص
هي أسهم
عالقة على الجدران الحصوية من حولي
لها رؤوس مسمومة في الأقدام
وما أزال لستُ أدري شيئاً عن السهام
من الذي رماها نحوي ؟!
ولماذا أخطأ التصويب .!
إن كان للإحساس معنى..
وإذا كانت الحواس الخمسة تصنع إحساساً..
وإن كان القلب قوياً صامداً..
وإن كانت الروح مستقيمة لا تأبى الكسل..
فكم مرة جعلتني الحياة أعودُ خائب الرجاء ؟!
داخل جسدي أعود ثقيلاً وغليظاً
كأنني شاحنة ثقيلة عجلاتها مثقوبة
ولم أكن أشعر حتى
بباب عيني ينغلق وأنا
كالتمثال .!
الآن ذلك الصمتْ كلهُ
ظلّ بداخلي
يُرجف كل شيء
القلم
والقدر
والكتب التي أقرأ
والدفاتر التي أكتب فيها
يا دنيا ….
لماذا تستهدفيني وتجعليني
أُفكر في كل ليل ، فقدتُ فيهِ النهار .!
وفي هذه الشمس
التي تعرف ماذا تعني كلمة ليل
ولا حتى أيٍ من تلك الظلمات الحقيقية
التي قضيتها في الشارع
ضائعاً بين الضباب ، وبين هبوب الرياح ، وبين الظلام الدامس .!!!
أحاول أن تتطبع عيني
على رؤية من يفهمني بعمق
دون مساعدةٍ من المجاملين ..
وتحت الشمس ،
بعينين مغلقتين
أُفكر في الظلمة ،
(فكيف يزعم البعض أنني لا أفكر ابداً ) ؟
أنا أسمع تمَوّء الاخرين
أنا ارى صورٍ جائعة .!
أنا اشعر بعطشٍ شديد ، لذلك اللقاء الذي طال .!
بالرغم من ان روحي
ظمآنة ..!
روحي ميتة
ولم ارى بعد احداً ينقلُ جثمانها ،
نحو مدافن الأصوات الصيفية ..
انغلقت ابوابي
كأنها قناديل بحرٍ ..
وحتى أجعل ظهري
يحاور الأفق
أسمعه يتحدث دائماً
لكنني لا أراه أبداً ..!
مثل قلبي
إذا لم تكن هناك مرايا
ولن أعرف أيضا
إلى أي مدى هذه الدنيا وقلبي
يتشابهان ؟!
التعبيرات نفسها ،
نفس الرغبة في البقاء قريباً مني
ولكن …
لكلٍ طريقتهُ … ههههههه
على الصخور ترك الناس أفضل جزءاً فيهم
اكياس الشكولاتة
أوراق مهملة
أعقاب سجائر
وحتى قشور الكرزات ..
أنا أيضا لم أفلح
لا في إحصاء الهناء عدداً ،
ولا في إيقاف الحرمان .
لهذا صمتي
لهُ عدة مفاهيم .
——————————–
ملاحظة :
للصمت عدة مفاهيم ، ومعاني ، واسباب
نثرية بعنوان : ( اصمتْ)
بقلم /
أسامة الدعمي / 🇮🇶 العراق