كتاب وشعراء

أكنتُ نداءً؟…لامية عويسات

أكنتُ نداءً؟
أم كنتُ صدى الرجفةِ
الساكنةِ فيك
منذ البدء؟

مررتُ بك
لا كعابرةِ سبيل
بل كريحٍ
تعرف شكل الضوء
الذي لم يشرق قط.

لم أبحث عنك!
بل عن صدى يشبهني
في زمنٍ
لا يشبه أحدًا.

حين لامستك روحي
لم تكن لمسة
بل استدعاء…
كما تستدعي الأرضُ مطرها
حين يجفّ النداء
في الحلق.

أعرفُ جيّدًا
رجفة الوتر.
أعرفُ كيف ينحني الرجل
أمامَ البحر
كما ينحني غصنٌ تحت وزن الريح
عندما تُلامسُه نظرةٌ
من امرأةٍ
تعرفُ كيف تشقّ المدى
بصمتها.

لم أردك قويًّا
كما أرادك العالم
أردتُك حقيقيًّا
بعثراتك
بتردّدك
بكلّ ما لا تقول.

كنتُ أنتظرُ
لحظةَ صدقٍ
تخرجك من جسدك
وتجعلك صوتًا
لا يُشبه
إلا قلبه.

حين قلتَ: “أردتُك”
كنتُ أعلم
أنك لا تقولها
لتمتلكني
بل لتسكن ذاتك
أخيرًا
وقد صرتَ وطنًا
لا ممرًّا
ومرآةً
لا ظلًّا.

أنا لم أوقظك
كنتَ مستيقظًا بي
لكنّك نسيتَ
كيف تُسمّي نفسك
حين تُحبّ.

فلا تقل إنك وُلدتَ بي
بل قل إنك كنت
وظللتَ تنتظر
أن أراك؛
فجئتك!

لا لأكون نداءً
بل لأذكّرك
أنك؛ منذ البدء
كنتَ جديرًا بأن تُسمَع.

#لامية_عويسات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى