رؤي ومقالات

أنس دنقل يكتب :الوطن بين الفرد و الجماعة !!!

اي إنسان ابن بيئته و جماعته .. قيل في تعريفه حيوان إجتماعي .. رغم هذا التعريف الصادق إلي حد بعيد لكن تقدم البشرية و الإنسان رهين بالبشر المتفردين المخالفين لكل أفكار و معتقدات البشر العاديين و البشر الأغنام السابلة القطيع !!!
راجع كل أسماء الأنبياء .. المفكرين .. الثوار .. المصلحين الاجتماعيين .. كلهم خالفوا السائد .. كانوا رؤوس حراب مدببة للحقيقة و الغد الأجمل !!!
بين الصحابة المبجلين : ابوذر الغفاري .. خالف رفاقه الصحابة و الخلفاء الراشدين .. لم يتهمه أحد بالكفر أو الزندقة .. قال عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم ما معناه : رحم الله أبا ذر يمشي وحيداً و يموت وحيداً و يبعث يوم القيامة وحيداً ..
الإنتقال بالحوار من الفكر المجرد إلي الهم القومي و الوطني العام نجد الآتي :
في أحداث 25 يناير انقسمت الأمة إلي فريقين .. فريقاً للكفار و فريقاً للمؤمنين (كما يدعون والله أعلم !).. أصحاب غزوة الصناديق .. كلا الفريقين يشهر الخناجر في مواجهة الأخر !!!
في المجتمعات الطامحة للتقدم .. الأفكار لا تتقاتل .. بل تتلاقح كما يقول عمنا الفيلسوف هيجل !!!
خير مثال دولة إسرائيل .. مؤسسي دولة إسرائيل من وايزمان إلي بن جوريون و غيرهما ملحدين اقحاح .. في مواجهة الكثيرين من أبناء إسرائيل المؤمنين المتشددين و المتعصبين .. كلا الفريقين تعايشا لإقامة و إنجاح دولة إسرائيل .. لم يقتل بعضهم بعضاً .. كل إنسان حر في معتقداته !!!
حزب الوفد القديم قبل 52 تعايش عنصري الأمة مسلمين و مسيحيين .. مصطفي باشا النحاس الصوفي الجميل مع قيادات حزبه الأقباط المحترمين تحت شعار الدين لله و الوطن للجميع .. بشر متساويين في الحقوق و الواجبات كما يقول الشاعر الصوفي الجميل : “ديني لنفسي و دين الناس للناس”.. وطن يخلو من لفظي التكفير أو التخوين علي حد سواء .. وطن يتعايش فيه المسلم و المسيحي و اليهودي و البهائي و البوذي و الملحد و كل الملل و الطوائف .. الوحدة في ظل التنوع والاختلاف..أحراراً متساويين في وطن حر كريم يضمن للجميع ممارسة شعائرهم .. لا اكراه في الدين ككل العالم المتقدم !!!
استدراك:
اي وطن يخلو من الاختلافات وتباين الآراء سلمياً وطن ميت يحتاج لأطباء أفارقة و لولا دفع الناس بعضهم بعضا … إلخ .. الإختلاف رحمة كما يقول ديننا الحنيف !!!
ختاما :
أتمني أن يخيب ظني : سوريا تسير علي نفس خطي شقيقتها الكبري مصر بعد أحداث 25 يناير و أكثر سوءاً و النتيجة معروفة مقدماً ستواجه خطر التقسيم ربما واجهته حالياً !!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى