كتاب وشعراء

صباح الخير، يا ضوء…..بقلم محب خيري

صباح الخير، يا ضوء
هل استيقظتِ؟
أم ما زال جسدك يتعلّم فن البقاء تحت الغطاء
كما لو أن السرير
قارب نجاة
لا يُغادره العشّاق إلا غرقى؟
كيف حالكِ اليوم؟
سؤالٌ مستهلك، أعلم،
لكن لا أحد غيري يسألك بنية النجاة.
هل شربتِ قهوتك؟
هل كانت مرة بما يكفي
لتشبهيها بي؟
أم أضفتِ سكرًا مثلما تفعلين حين تكتبين لي: أنا بخير
ولا تكونين كذلك؟
هل أكلتِ شيئًا؟
خبزًا محمصًا؟ قطعة قلب صغيرة؟
أم التهمتِ صمتي كما تفعلين كل مرة،
حين تقرئين كلماتي ولا تردّين؟
هل قرأتِ شيئًا؟
ربما نصي الأخير؟
ذاك الذي لم أرسله لكِ
كي لا تظنّي أنني أحتاج إعجابك
أكثر من حاجتي لأن أقول لكِ: صباح الخير.
ضوء،
كيف تمضين يومك؟
هل تتوقفين كثيرًا أمام المرايا؟
أم تعبرينها كما يعبر الضوء الزجاج،
بلا عذر، بلا ندبة؟
هل ما زلتِ تضعين الروج الأحمر
الذي يشبه توقيعي على جبين الغياب؟
وهل أقراطكِ ثقيلة كما ذاكرتي بكِ؟
أنا،
لم أفعل شيئًا يُذكر اليوم،
فقط انتبهتُ أن الظل لا يصنع وحده نهارًا،
وأن اسمي حين يُقال في غيابك
يبدو ناقصًا،
كما لو أن الحروف تنقصها
امرأة تُدعى: ضوء.
صباح الخير، يا ضوء.
هكذا فقط يمكنني أن أبدأ
وأكذب.
غير أنني في العمل الآن،
أعلى قمة الجبل،
أحرّك وجعي
على رقعة شطرنج صامتة،
وأنتظر من سيقول للآخر أولًا:
كش
أنا، أم الحياة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى