كتاب وشعراء

كقاربٍ يراقصه مَوْجٌ أهْوَج ،…… بقلم // عزوز العيساوي // المغرب

كقاربٍ يراقصه مَوْجٌ أهْوَج ،
غرباءُ نحن في عالم يزعم الألفة والوِداد..
كأننا نستعد لرحيلٍ بلا حقائب..
فطوبَى لكل المُبحرين في صمت..
أيها المَنارُ كُنْ رفيقي إذا ما اشتدَّ الظلام
فالليلُ مُدرِكي لا محالةَ
بلا شمس أو قمر ..

ها هِيَ ذي أحلامنا
تسقطُ تِبَاعًا في بِئرِ يوسف الجديد،
و نحن مازلنا من غَابِر السنين
وُقُوفًا ننتظِرُ قافلة العزيز
على أحمالٍ من حديد.
مازلنا ننتظر ….
مازلنا نشرب كأس الصبر
كما الأمس البعيد..
نتألَّمُ كثيرًا ونردِّدُ في صمتنا:
ياساقِيَ الصبر هل من مزيدٍ؟

كلما هممت
بتشذيب شجرة الأحزان
يسقط من يدي ذاك المنجل.
تتمرد البذور فتُنبت شوكا أكثر.
أناملي تنزف على وقع الرعشة.
أفقد السمع والبصر.
بعكازتي السوداء
أشق أرصفة الظلام وأتدحرج.
تهزمني عتبات الألم كل مرة.

ينفض الليل أذياله
من أحزان الاغتراب.
والحنين يُلبس النجوم
فساتين الشوق والانكسار
ترجني صورة وذكرى
فتُذْكي الاحتراقات في خاصرة الكلمات.
تُذيب الحروف رمادا أسود
كليلة تَعَرَّت من ومضات النجوم.
ساهيا شارد الفكر تتلقفني
طريق بلا نهاية
أقتسم بخارًا ساح في دروب الصمت.
أقرأ صورة الذكري
على خد ابتسامة فاترة من ذهول.

عكازة الشوق أثقلتها الخطوات.
ومرايا الطريق كاشفة لوقع النبضات.
يحضرني هوس السؤال وجنون قصيدة.
أَلُفُّ صمتي في صمتي
وأخفي بريق عينيَ بأردية ابتسامة
مهلهلة من شمس الانتظار.

سأَدْلِج ليلا بين متاهات الضياع.
وحدها مصابيح الأمنيات
تكشف آثار أقدام أعياها الخطو
في زمن الانتظار.
أوزع نبرات صرختي
من هوس على نوافد يمسحها الظلام.
خيوط الفجر ترتق أردية الحنين
بأنوار الاشتياق.على شفق الذكرى
سأزرع بذور الأمل لتنبت
سنابلَ الأمل الجديد..

عزوز العيساوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى