فيس وتويتر

إبراهيم نوار يكتب :هل تلعب تركيا دور العامل المساعد في «تصنيع» العالم العربي

في أحوال كثيرة تفتح الأزمات الاقتصادية فرصا جديدة. وربما كانت الأزمة الاقتصادية في تركيا، خصوصا أشد تجلياتها المتمثلة في تدهور سعر الليرة، وتفاقم معدل التضخم، واتساع نطاق البطالة، من أهم العوامل التي تفتح أمام رجال الصناعة الأتراك فرصا جديدة واعدة في جميع أنحاء العالم.
ويجب أن نقول هنا إن الصناعة التركية نجحت إلى حد كبير في زيادة الصادرات بمعدلات مرتفعة، ما أسهم في تجنب آلام الأزمة إلى حد كبير، وحققت الصادرات بنهاية العام الماضي رقما قياسيا بقيمة 262 مليار دولار. كما استطاعت أن تضاعف رقم الصادرات الدفاعية، لتتجاوز 7 مليارات دولار.
ونظرا لمقومات القرب الجغرافي والثقافي، والتحولات الجيوستراتيجية السريعة والعنيفة في منطقة البحر الأسود وشرق البحر المتوسط، فإن تفاعل هذه المقومات أدى إلى تنشيط العلاقات العربية – التركية بدرجة لم تشهدها منذ نهاية الإمبراطورية العثمانية عام 1920.
ومع أن تركيا لم تتنازل عن حلمها الأوروبي، الذي يمثل محورا رئيسيا من محاور حياتها، فإنه أصبح عليها أيضا أن تعيد تفعيل اعتبارات التاريخ والجغرافيا والسياسة التي تربطها بالعالم العربي.
وقد بلغ إجمالي التجارة المتبادلة بين تركيا والدول العربية بنهاية العام الماضي حوالي 54.5 مليار دولار مقابل 13 مليار دولار فقط في عام 2004. وهي زيادة ضخمة في تدفقات التجارة بين الطرفين، لكنها لا تزال تشكل نسبة صغيرة تقل عن 10 في المئة من تجارة كل من الطرفين مع العالم. ومع ذلك فإن التجارة العربية – التركية، باستثناء التجارة النفطية، تميل إلى التركيز على السلع الصناعية ومستلزمات الإنتاج والسلع الغذائية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى