رؤي ومقالات

إبراهيم نوار يكتب :بندقية الفلسطيني هويته حتى قيام دولته

الشعب الفلسطيني في غزة وصل به الإنهاك الإنساني درجة لم يتعرض لها شعب من شعوب الأرض في التاريخ الحديث، وأصبحت الخيارات اليومية للحياة تضيق يوما بعد يوم، خصوصا مع استهداف البنية الأساسية الإنسانية.
أما المقاومة الفلسطينية التي خسرت منذ بدء الحرب قياداتها وخيرة أبنائها فإنها مستمرة في دفع الثمن كل يوم. وعلى الرغم من الحصار وانعدام الإمدادات العسكرية، ونقص العتاد، فإن المقاومة ما تزال تعمل من داخل ما يمكن أن نطلق عليه «منطقة محررة « تتمثل في شبكة الأنفاق. و لا يزال المقاتلون، رغم قلة عددهم مقارنة بما كانوا عليه في بداية الحرب، قادرين على استهداف الأفراد والآليات وزرع العبوات المتفجرة، وتفخيخ المنازل التي يتحصن فيها جنود الجيش الإسرائيلي. المثال على ذلك معركة جباليا التي اسقطت فيها المقاومة عشرة عسكريين إسرائيليين منهم ثلاثة قتلى وسبعة جرحى ثلاثة منهم إصاباتهم خطيرة. في اليوم نفسه تمكنت مقاومة الاحتلال في خان يونس ورفح من إسقاط 14 جريحا، حسب اعتراف الجيش الإسرائيلي.
لكن شجاعة المقاتلين وحدها لا تكفي إذا انقطعت الإمدادات الأساسية العسكرية والإنسانية على السواء. وإذا كانت المقاومة قد قبلت بالتفاوض مع العدو تحت النار، فإن هذا الموقف يعكس إيمان المقاتلين بأهمية السياسة والدبلوماسية على التوازي مع القتال، وأن تحقيق أهداف الصمود يتطلب المزج بين دور البندقية ودور الدبلوماسية. ويدرك الفلسطينيون وهم يتعرضون لهجمات المستوطنين الاشرار وقوات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، حيث تتعرض حياتهم للتهديد، وممتلكاتهم للحرق، أن قضية أبناء غزة ليست منفصلة عن قضية أبناء نابلس والخليل ورام الله وغيرها. وان شهية الإسرائيليين لاحتلال قطاع غزة وتهجير سكانه لا تقل عن شهيتهم لتوسيع الاستيطان في الضفة وطرد الفلسطينيين من مدنهم وقراهم في كل أنحاء الضفة.
ولا يزال هدف الصمود الفلسطيني واحدا في كل الأحوال ألا وهو إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على أرض فلسطينية، ليس في سيناء كما تريد إسرائيل، ولا في الريفييرا الفرنسية كما اقترح سفير الولايات المتحدة الحالي في تل أبيب، ساخرا من دعوة فرنسا لإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية. صمود الفلسطينيين هو سلاحهم، ومن حقهم الحصول على التأييد الفعلي الكامل وغير المشروط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى