مريم محمد نعمي تكتب:عهد لبنان الجديد عهد حل الأزمات أم الخلافات؟؟

من المباركات الخارجية والأيادي الأميركيّة والخليجيّة، ولد عهد لبنان المسمّى بالعهد الجديد المتمثّل بـ رئيس الجمهوريّة “جوزيف عون” ورئيس الحكومة “نوّاف سلام” والطّاقم الوزراي…
على الرّغم من ذلك كان هناك مخاوف من بعض اللّبنانيّين من هذه الولادة، لم تكن الولادة الأصعب فالعهود السّابقة تضمّنت تحدّيات وأزمات منها إقتصاديّة وإجتماعيّة، لكن يعتبر هذا العهد هو العهد الأصعب لأن وضع لبنان حاليّاً مختلف عن الوضع السّابق، لم ينفض لبنان إلى الآن عنه غُبار الحروب ولم ينهض من بين الرّكام!
لم يستطع لبنان إلى الآن إعادة إعمار ما خلّفته الوحشيّة الإسرائيليّة من دمار، إضافة إلى ذلك المواقع الخمسة الّتي احتلها العدو الإسرائيلي والإنتهاكات الّتي لا تعدّ ولا تحصى!
لقد سقط هذا العهد منذ البداية ولم يكن على قدر المتوقّع منه في زمن تكاثرت فيه المخالب الّتي تريد أن تتحكّم في لبنان بالوقت الّذي يتمّ الحديث عن أنّ لبنان عاد إلى الحضن العربي الّذين هم اختاروا الخروج منه طوعاً، لأنّهم يريدون أن يفرضوا على المكوّنات السّياسيّة في لبنان خياراتهم الّتي تتعارض مع التّركيبة الطّائفيّة المتنوّعة الموجودة لدينا، يمنع على اللّبنانيّين الدّفاع عن قراراتهم لكن يسمح لرجل الأعمال الإماراتي “خلف الحبتور” التّحريض على عدم زيارة لبنان للسّياحة بـ حجّة أنّ لبنان بلد غير آمن، ومازال إلى الآن غير منزوع السّلاح!!
في الوقت الّذي تتعرّض فيه طائفة أساسيّة في البلد إلى مضايقات وتفتيش دقيق أثناء عودتهم من العراق، ويُمنعون من السّفر المباشر إلى إيران، يتمّ استقبال الزّوار الخليجيّين بالورود بينما يسقط كلّ يوم على أرض الجنوب شباب في عمر الورود، سواء كانوا في منازلهم أم أثناء قيادتهم مركباتهم الآليّة، وهم في لباس مدني وليس عسكري! كلّ ذلك ورئيس الجّمهوريّة ورئيس الحكومة منشغلين بـ إرضاء دول الخليج على حساب كرامة اللّبنانيّين أجمع!!
من هو “نوّاف سلام” رئيس الحكومة الحاليّة؟ إنّه سياسي لبناني لكن بعقليّة أميركيّة بإمتياز، يحاول جاهداً تنفيذ إملاءات أميركا على لبنان، لقد أخذ هذا العهد أكثر من فرصة من أجل فرض هيمنته على كافّة الأرضي اللّبنانيّة وتولّي مسؤوليّته، لكنّهم فشلوا في ذلك بل أنّهم يجرّون لبنان إلى أزمات داخليّة خطيرة المتمثّلة عبر تصريحات رئيس الحكومة “نوّاف سلام” الأخيرة المليئة بـ التّحريض والكراهيّة على الرّغم من أنّ “حزب الله” قدّم يد العون من أجل ولادة هذا العهد المشؤوم.
من أبرز تصريحاته الّتي أثارت الجدل وغضب من بعض اللّبنانيّين، تصريحه في القمّة الإعلاميّة في دبي عن مشروعه يستوجب التّحرّر من ثنائيّة السّلاح!!
كان أجدى به أن يقول أنّ لبنان يستوجب التّحرّر من الإحتلال الإسرائيلي ووقف العدوان عليه،
وأنّ عصر تصدير الثّورة الإيرانيّة انتهى! ولكن عصر تصدير الإحتلال الإسرائيلي العسكري والأميركي السّياسي هو أمر غير مزعج لرئيس الحكومة، لم ينتهي الأمر عند هذا الحدّ في المقابلة الأخيرة عندما قال له المذيع لقد أدان “حزب الله” الشّعارات الّتي أطلقها الجّمهور في المدينة الرّياضيّة بحقّ “نوّاف سلام” ليأتي ردّه على حسب قول الشّاعر لا تزني ولا تتصدّق واصفاً الطّائفة الشّيعيّة بـ الزّنا!! يجب على رئيس الحكومة أن يستبدل خطابات الكراهيّة ويقابل اللّبنانيّين بخطابات الودّ الّتي يقابله بها “حزب الله”، حيث امتنع النّائب “محمّد رعد” عن الرّد على تصريحات “نوّاف سلام” الأخيرة قائلاً أُفَضّل عدم الإجابة من أجل بقاء الودّ..
هل يستحقّ “نوّاف سلام” خطابات الودّ الّتي يقدّمها له “حزب الله”؟وهل سينجح “سلام” أن يمشي على خُطى “الجولاني” مثلما تعتقد الأوساط السّياسيّة؟
هل يتولّى زمام الأمور وينقذ وعده من أجل إعادة الإعمار وطرد الإحتلال دبلوماسيّاً، أم أنّ مصير هذه الحكومة وهذا العهد مثل مصير العهود والحكومات السّابقة؟ هل نحن أمام مصير متشابه لـ مصير حكومة “السّنيورة” السّابقة؟ هل ستشهد المرحلة المقبلة خلافات بين “حزب الله” والعهد الجديد؟ وهل ترحل هذه الحكومة مبكّراً؟ حتماً المرحلة المقبلة تتضمّن أجوبة هذه التّساؤولات وأحداث مفصليّة..