كتاب وشعراء

المَوْتُ يَبْكِيكُمْ…..بقلم حمدي الطحان

لَوْ أنَّهَا قَامَتْ لِأَجْلِكُمُ القِيَامَةْ
يا وَيْلَنَا ، مَا عَادَ فِينَا مِنْ كَرَامَةْ
حَشَدَتْ كِلَابُ الأَرْضِ كُلَّ حُشُودِهَا
و جَمِيعُنَا مَازَالَ يَجْنَحُ كَالنَّعَامَةْ
عَاثُوا بِكُلِّ مُقَدَّسٍ فِي أَرْضِنَا
قد غَيَّبُوا فِينَا المُرُوءَةَ والشَّهَامَةْ
أَقْبِحْ بِنَا – أَطْفَالَ غَزَّةَ – إِذْ نَرَىٰ
مَا حَلَّ فِيكُمْ بَيْنَمَا نَبْغِي السَّلَامَةْ
مَاذَا تُرَاكُمْ قَائِلِينَ بِحَقِّنَا
للهِ في يَومِ التَّحَسُّرِ والنَّدَامَةْ؟!
هَلْ تَذْكُرُونَ بِأَنَّكُمْ مِنْ ذُلِّنَا
جَوْعَىٰ ارْتَقَيْتُمْ والرَّدَىٰ أَلِفَ ازْدِحَامَهْ؟!
هَلْ تَذْكُرُونَ أَبًا تَفَجَّرَ عِنْدَمَا
قَدْ رَاحَ يَبْغِى لِابْنِهِ البَاكِي طَعَامَهْ؟!
هَلْ تَذْكُرُونَ الطِّفْلَ غَابَ جَمِيعُهُ
مَا عُدتَ وَاأَسِفًا تَرَىٰ إِلَّا عِظَامَهْ؟!
و الشَّيْخَ مُرتَعِشَ المَفَاصِلِ رَاجِفًا
رَفَعَ الإِنَاءَ ولَيْسَ يَدرِي مَا أَمَامَهْ؟!
رَفَعَ الإِنَاءَ المُسْتَغِيثَ لِلُقْمَةٍ
مَا نَالَهَا ، و ارتَدَّ لَيْسَ يُقِيمُ قَامَةْ
وبَنُو العُرُوبَةِ حَوْلَكُمْ قَدْ أُتخِمُوا
وبِفَائِضِ الوَجَبَاتِ قد مَلَأُوا القِمَامَةْ
المَوْتُ يَبْكِيكُمْ ، و إِنَّا لَمْ نَزَلْ
فِي ذَا التَّبَلُّدِ غَارِقِينَ وفِي القَتَامَةْ
يَا أُمَّةَ المِلْيَارِ ، صِرتُمْ مِزْحَةً
فِي فِي الأَعَادِي والسَّفَالَةِ والدَّمَامَةْ
فُقْتُمْ حُدُودَ القُبْحِ فِي هَذِي الدُّنَىٰ
يَا لَيْتَهَا قَامَتْ لِأَجْلِكُمُ القِيَامَةْ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى