الشارقة-حسين أبو السباع
ينطلق غدًا الخميس أسبوع التراث المصري الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث، برعاية حاكم الشارقة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، في الفترة من “24-28 مارس 2016” في البيت الغربي بقلب الشارقة، على فترتين “الفترة الصباحية من “9 صباحًا”- إلى الواحدة ظهرًا، والفترة المسائية من الخامسة مساءً وحتى العاشرة مساءً.
وقال رئيس معهد الشارقة للتراث عبدالعزيز المسلم: بتويجهات سامية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة –حفظه الله- وفي إطار أنشطة معهد الشارقة للتراث للتعريف بالتراث الثقافي العالمي وانفتاحه على التجارب الدولية في هذا المجال، أطلق المعهد ابتداءً من العام 2016 برنامجًا يحتفي من خلاله شهريًا بتراث دولة شقيقة أو صديقة، وذلك بعرض نماذج من تراثها الثقافي بمختلف تجلياته وأنواعه، ويقام هذا الاحتفال على مدى أسبوع في البيت الغربي قلب الشارقة، ويشمل فعاليات تتضمن عروضًا من الحرف التراثية اليدوية، والفنون الشعبية، والطبخ التقليدي، والألعاب الشعبية، ومعارض صور أو رسومات إضافة إلى عرض أفلام وثائقية عن تراث البلد الضيف، كما أنَّ برنامج الاحتفال يتضمن فقرات فنية تراثية من أهازيج البلد الضيف، تقدمها فرقة فنية تقام خلال الأسبوع.
ويشهد أسبوع التراث المصري لقاء علميًّا بين معهد الشارقة للتراث وأكاديمية الفنون بالقاهرة، يحضره رئيس معهد الشارقة عبدالعزيز المسلم، ورئيسة الأكاديمية الأستاذة الدكتورة أحلام يونس للتشاور حول أوجه التعاون بين المعهد والأكاديمية، خصوصًا المعهد العالي للفنون الشعبية التابع للأكاديمية.
وتحل مصر ضيف هذا الشهر، بعد دولة البحرين والمملكة المغربية، ويأتي الاهتمام بالتراث المصري، لما لجمهورية مصر العربية من حضارة عريقة، تعد أعرق حضارات العالم وأقدمها، فقد قدمت الحضارة المصرية القديمة بجانب تعليم الكتابة، معالم وشواهد كثيرة تعدها كثير من المنظمات الدولية المعنية بالتراث الثقافي المادي تاريخًا للحضارة الإنسانية جميعًا، مثل أهرامات الجيزة وأبي الهول ومثل آثار مدينة منف وطيبة والكرنك ووادي الملوك، ويتم عرض أجزاء منها في متاحف العالم. ولا يزال التراث المصري متصلاً بهذا التاريخ العريق.
ويقدم خلال أسبوع التراث المصري الذي يحتضنه معهد الشارقة للتراث معرض أزياء التلي، والتلي هو أحد أشكال التطريز تستخدم فيه المرأة الخيوط الذهبية والفضية لتزين به زيها التراثي، وقد اشتهرت محافظة أسيوط بهذا الفن.
وكان للتراث الثقافي، لاسيما الحرف الشعبية الخاصة بجماعات وأمم كثيرة عبر العالم، دور مهم في إثراء الصناعات الثقافية وتطويرها، وتشتمل الصناعات الثقافية الإبداعية على الكثير من المجالات، منها فنون الأزياء والزينة والحرف والفنون الأدائية، وغيرها، هذاالموضوع المهم هو محور محاضرة الأستاذ بالمعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون بالقاهرة، ووزير الثقافة المصري الأسبق الدكتور شاكر عبد الحميد.
وفي محاضرة للأستاذ الدكتور عصمت يحيي يعرض مفهوم “الرقص الشعبي المصري”، خلال العقود الماضية، وما تعرض له من تشوهات كثيرة على المستوى الجماهيري؛ لضعف عمليات صون عناصره الأصيلة، لجملة عوامل وأسباب، فضلاً عن فقر الدراسات التي اهتمت بهذا المجال وما يتصل به. في هذه المحاضرة.
وعن صعيد مصر وهو الحاضن الأول للتراث المصري، سواء في جانبه المادي أو المعنوي، وهو مخزن حيوي لمنظومة العادات والتقاليد المصرية الأصيلة، ومعين لا ينضب للحرف الشعبية المصرية، والفنون الشعبية باختلاف أشكالها، ينتقي الباحث درويش الأسيوطي بعض الدرر الكامنة موزعة على محاور ثلاثة، هي: دور المرأة في إبداع المأثورات الأدبية الشفهيةوإيقاعاتها الموسيقية، وأشكال الموال المصري،والتقويم المصري في الأمثال الشعبية المصرية.
كما يقدم خلال هذا الأسبوع التراثي المميز أصناف من الأطعمة والمشروبات المصرية المميزة منها العرقسوس والكشري وغيرها، إضافة إلى استعراض عدد من الفنون الاستعراضية مثل التحطيب ورقص التنورة، ومعرض لوحات مستلهمة من التراث وحياة الحارة الشعبية المصريةللفنان التشكيلي سعد زغلول، ليقدم أسبوع التراث المصري لوحة متكاملة عن مختلف الفنون المصرية التراثية، لتعريف ضيوف معهد الشارقة للتراث بأهم ما يميز جمهورية مصر العربية بمختلف صور التراث عبر مجموعة من الفنون الغناء، والتحطيب، وألعاب الأطفال الشعبية.. إلخ، ويقدم الكاتب المصري مؤمن المحمدي لمحة عن تجربة الكاتب والباحث التراثي الكبير زكريا الحجاوي الذي اكتشف عددًا كبيرًا من الفنانين الشعبيين المصريين في مختلف ربوع مصر، وأهم أعمال هؤلاء الفنانين.
