ثقافة وفنون

سِفْرُ الضياء…..شعر مؤيد الشايب

سِفْرُ الضياء

ما زال يمسكُ بالغيومِ ويبحثُ
ويبثُ سحرًا في الحروفِ وينفثُ

ما زال يكتبُ للندى ما صدَّهُ 
أنَّ الفضا من حولهِ يتلوَّثُ

دنياهُ من وجعٍ وآخرُ همِّهِ
كم خلف قضبانِ الحياةِ سيلبثُ

ما زال يحملُ في الطريقِ صليبهُ
وبكلِّ حلْمٍ غامضٍ يتشبَّثُ

قَالَتْ له: عقلُ الصباحِ مُخدَّرٌ 
لا شيءَ من هذا وذاكَ سيحدثُ

يا ساكنَ الأوهامِ صوتُكَ تائهٌ 
وجنينُ شِعركَ في عيونكَ أشعثُ

عَبَثًا تُبشِّرُ بالنجاةِ ولا ترى
أن المشاعرَ بالمشاعرِ تعبثُ

ألقوكَ في جُبِّ المواجعِ عاريًا
تبني بيوتًا في الصدى وتُؤثِّثُ

هم عاهدوكَ بأن يعودوا في غدٍ
فحسبتَ أنَّ وعودَهمْ لا تُنكَثُ

لن تأسرَ الأضواءَ بعد رحيلِها
كم في ممرّاتِ الظلامِ ستمكثُ؟

ستعودُ من عَرَقِ المسافةِ خاسرًا 
وينالُ درعَ الفاتحينَ مُخنَّثُ

باعوكَ في كُلِّ البلادِ وقد أتى
حفلَ المزادِ مُوحِّدٌ ومُثلِّثُ

مَسَخوا ضمائرَهمْ ببعضِ دراهمٍ
باعوكَ أشلاءً ولَم يَتَريَّثوا

عصرٌ يكبِّلهُ الخواءُ بعتمةٍ
لا شيءَ غيرُ خوائهِ سيورِّثُ

تتناسلُ الأورامُ في أعضائهِ 
يمشي على كومِ العظامِ ويلهثُ

الأرض لا تصغي لهمسِ سحابةٍ
حتَّام تزرعُ في العماءِ وتحرثُ؟

فأجابها: إني على عهدِ السما 
سأظلُّ عن سِفْرِ الضياءِ أحدِّثُ

وأظلُّ أؤمنُ أنَّ ربي عادلٌ 
وبأنَّ روحًا في الزمانِ ستُبعثُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى