فيس وتويتر

فراج إسماعيل يكتب :شركات المقاولات الخاصة الأمريكية ذات الطابع الأمني

هم أيضا في أمريكا فكروا مبكرا خارج الصندوق في تدعيم فكرة تهجير سكان غزة إلى مصر والأردن. إذا كان رفض الدولتين قائما على خشية إنهاء القضية الفلسطينية لتصبح فلسطين أرضا بلا شعب يحمل هويتها وتكرار خروج اللاجئين الفلسطينيين بعد حرب 48 وعدم السماح بعودتهم نهائيا، فإن شركات المقاولات الخاصة الأمريكية ذات الطابع الأمني يمكنها أن تكون البديل للإحتلال الإسرائيلي طيلة سنوات تعمير غزة التي قد تستغرق 15 عاما وفق تقييم ستيف ويتكوف مبعوث ترامب الذي زار غزة خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل.
ما أعرضه هنا هي قراءة لخارطة غزة السياسية الراهنة في عقل البيت الأبيض وليس تبنيا لها بأي حال.
في غزة حاليا، وبموجب اتفاقية الرهائن ووقف إطلاق النار شركتا أمن أمريكيتان تقومان بتفتيش سيارات الفلسطينيين العائدة من الجنوب إلى الشمال.
في حواره مع قناة فوكس نيوز قال ويتكوف يوم 22 يناير 2025.: “سأذهب إلى إسرائيل، وسأكون جزءا من فريق تفتيش في محور نتساريم، وأيضا في محور فيلادلفيا” وهي الزيارة التي نفذها مؤخرا.
صحيفتا “نيويورك تايمز” وموقع “أكسيوس” نشرا في 23 يناير 2025، أن “متعاقدين أمنيين”، سيكونون مسؤولين عن الإشراف على الهدنة على طول محور نتساريم.
نيويورك تايمز ذكرت أنها اطّلعت على نسخة من أحد ملاحق الإتفاقية وتنص على أن تقوم شركات المقاولات الخاصة بفحص المركبات المتجهة إلى الشمال ابتداء من 25 يناير.
حسب الصحيفة.. إحدى الشركات هي
شركة “سيف ريتش سوليوشنز” (Safe Reach Solutions)، وستكون مسؤولة عن الإدارة التشغيلية للمعابر على طول المحور.
وهناك شركة أمريكية ثانية هي “يو جي سوليوشنز (UG Solutions).
صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية نشرت أن ممثلين عن شركتي الأمن وصلوا إلى إسرائيل يوم 23 يناير وأنهما سينشران “نحو 100 عنصر أمن مسلح، معظمهم أميركيون، وبعضهم يتحدث العربية”، وأنهم “أفراد أمن من قدامى المحاربين في وحدات النخبة، أو موظفي وكالة المخابرات الأميركية السابقين”.
نيويورك تايمز نقلت عن مسؤولين إسرائيليين بأن شركات المقاولات الأمريكية وهي شركات أمنية قد تصبح في المستقبل قوة أمنية كبيرة لإدارة القطاع بعد خلوه من سكانه، وبغطاء وتمويل سعودي إماراتي.
وأشار موقع Axios news إلى أن مقاولي الأمن الأمريكيين الخاصين سيتولون نقطة تشغيل نقطة تفتيش رئيسية في غزة ونشر حراس مسلحين في القطاع.
وقال الكاتب باراك رافيد وهو وثيق الصلة بالإدارة الأمريكية والسي آي ايه إن هذه هي المرة الأولى منذ عقود التي ستعمل فيها شركات الأمن الخاصة الأمريكية في غزة، وأنها ستكون جزءا من اتحاد متعدد الجنسيات.
وأضاف الكاتب أن شركة UG Solutions – الأمنية الأمريكية الخاصة تدير حراسًا مسلحين حول العالم. وقال مصدر مطلع على الأمر إن بعض الحراس أمريكيون خدموا في القوات الخاصة العسكرية الأمريكية وآخرون يحملون جنسيات أجنبية مختلفة.
وحسب الكاتب في موقع أكسيوس.. الشركة الأمنية الثالثة هي شركة مصرية ستنشر أيضا حراس أمن في غزة.
وقال مصدر مطلع على الأمر: “قد يكون هناك أعضاء وجنسيات إضافية في المستقبل”.
بموجب الصفقة فإن المفترض الذي وافقت عليه ح م ا س أن يعمل المقاولون الأمريكيون في غزة حتى نهاية المرحلة الأولى من صفقة الرهائن – سواء نتيجة لاتفاق على المرحلة الثانية من الصفقة التي تتضمن انسحابًا إسرائيليًا كاملاً من غزة أو نتيجة انهيار المفاوضات وتجدد القتال. لكن في العقل الأمريكي أنها تصلح أن تكون صيغة مقبولة لليوم التالي في غزة بدون وجود سكان فلسطينيين أو مستوطنات يهودية.
هذا التفكير مزعج لليمين المتطرف الإسرائيلي الذي يريد بناء مستوطنات يهودية في غزة وضمها لإسرائيل، وينظرون إلى سكانها بأنهم ذوو أصول مصريه استقروا في غزة في الأربعينيات وخلال سنوات خضوعها للإرادة المصرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى