ثقافة وفنون

أشرف الريس يكتُب عن: ذكرى ميلاد مُنير مُراد

هو ‘‘ جوكَرُ الأغْنِيَة الْخَفِيفَة ‘‘ و ‘‘ صاحِبُ البّهْجةُ الْموسِيقيّة ‘‘ و ‘‘ العَبْقَرىُ المَظْلوم ‘‘ المُلّحِنْ الرائِع و المُطْرِبْ الإسْتِعراضى الْكَبِير و المُمّثِل المُتَمّيز ” مورِيس زَكى مُرادْ ” الشَّهِير بمُنير مُرادْ ذلِك الفَنَّان الَّذِى ساهَمَ كَثيرّاً فى إدْخالِ الْمَرِح و الْبّهْجَة إلَى قُلوبِ و نُفوسِ الجَماهِير بألحّانٍ ذاتِ ذَوْقٍ راقِ وَ إحْساسٍ جَيّاشْ و حَداثَةٍ غايَة فى الْجَمال لَكِنَّه كَغَيْرِهِ مِنْ المُلّحنين المُبدِعين الَّذِينَ لَمْ يَظْهَروا كَثيرّاً بِأَصْواتِهِم و بَقِيَت أَسْماؤهُم خَلْف الكَواليسْ بَيْنَما يَخْطَف المُطْربون كُلّ بَريق الشُّهْرَة و أضْوائها و مُنير مِنْ وَجْهِهِ نَظَرِ كاتِب هَذِه السُطور لَا يَقُلْ إبداعّاً عَلَى الْإِطْلَاقِ عَن الموجى و كَمال الطَّوِيل و بَلِيغٌ حمدى و مَحْمود الشرِيفِ أَنَّ لَمْ يتفوق عليهِم أحيانّاً و سَتَظّلَ ألْحانَهُ الَّتِى أسْعَدَتْ الملايين تُسْعِدُ أجْيالّاً كَثِيرَةََ قادِمَة و كَيْفَ لَا و هوَ مِنْ ارتَوينا مَعَهُ مِنْ أغْنِيَّة ” حارَّة السَّقَّائِين ” و تَعالَتْ أَصْوات الزَغاريد فى الأعْراسِ مَع لَحْنِ ” يا دِبلِةِ الخُطوبَة ” و عِشنا لَحَظات الحُب الْأُولَى فى ” أَوَّلَ مَرَّةٍ تِحبْ يا قَلْبِى ” و عِنْد طَريقنا إلَى الْمَدْرَسَةِ صَباحّاً كَثيرّاً ما كُنا نَطْلُب مِن السَّائِق أَنْ يَرْفَعَ مِنْ صَوْتِ الكاسيت فى أُغْنِيَّة ” سوق عَلَى مهْلِك ” و عِنْد إعْلَان نَتائِج الثّانَوِيَّة تَعالَت نَغَماتٌ الْفَرَح مِن الشُرُفات بِأُغْنِيَّة ” و حياة قَلْبِى و أفْراحَه ” و حِين نَسْتَمِعُ إِلَى ” دقوا الشَماسى” فَنُعلِنُ عَنْ بَدْءِ التَّوْقِيت الصّيفى فمُنير مُراد و الحَقُ يُقال قَدْ سَبَقَ عَصْرَهُ بِكَثِير بَعدما تفوّقَ فى أَكْثَرَ مِنْ مَجال كأن أبرزَها مَوْهِبَة التَّلْحِين التى كانت مِنْ أَوْلَى إهتماماتُه و يُذكر أنّهُ فى أَواخِر الأرْبعينيات قَدّمَ لحنّاً حَزينّاً لِأَحَد الأفلام الَّتِى يُخْرِجها ” حِلمى رّفْلَة ” لَكِن الأخير لَم يُعْجِبَهُ اللَّحْن ما جَعَلَ مُنير يُصابُ بِخَيبَةِ الْأَمل و حِينِها لَاحَظَت المُطْرِبَة ” شادِيَة ” هَذا الْمَوْقِفُ فَنَصَحَتْهُ قائِلَه ” ياريت تَبْدأ حَياتِك بِلَحْن فَرايحى مِش حزاينى ” ليَسْتجيبَ مُنير فيُقّدِمَ لها أُغْنِيَّة ” واحِد أتنين ” فى فِيلْم ” لَيْلَة ألْحَنَة ” فيُحّقِقَ هَذا الْعَملِ نَجاحّاً ساحِقّاً تَسارَع إلَيْه كِبار المُطْربين و مُنْتِجى الأفلامْ للّتَعاقُدِ مَعَهُ كانَ عَلَى رأْسِهم حِلمى رّفْلَة ! .. ولِدَ مُنير مُراد بحَّارَةِ الْيَهُود فى حَىٍّ المُوسكى بمُحافظة الْقاهِرَة فى عشرينيات الْقَرْن الماضى و بِالتَّحْدِيد فى 13 / 1 / 1920م مِنْ عائِلَةٍ ذات أصولٍ يَهودِيَّة كان عائلها يَعْمل مُلّحِنّاً و موسيقارّاً يُدعى ” زَكَّى مُراد ” و شَقِيقَةٌ كُبرى وَ هَى المُطْرِبَةُ و المُمّثِلَةُ الْكَبِيرَة ” لَيْلَى مُراد ” و فى بَيْتِ العائِلَة كانَ الْمَشْهَد أَشْبَهَ بِصالونٍ ثَقافى و فّنى فالْأَب الموسِيَقار يَعْزِفُ عَلى أَوْتارِ الْموسِيقَى فِيما تَشْدو الشَّقِيقَة بأجَمَلِ الأَلْحان و مِنْ خِلَالِ ذلِكَ الْمُناخ الفّنْى تابِع مُنير رِحْلَتِه فى الْموسِيقَى و اسْتَمَعَ إلَى البُروفات الغِنائِيَّة و التّعليمات الَّتِى كانَتْ تَتّلقاها لَيْلَى مِنْ أَسَاطِينِ الْغِناء آنذاك أَمْثال مُحَمَّد عَبْد الْوَهَّابِ و زكَريَّا أَحْمَد و أَحْمَد صِدقى و رياض السُنْباطى عَلاوةً أَنَّهُ كانَ يَهْوى فى طُفولَتِه تّقْلِيد الشَّخْصِيَّات بدءً مِنْ أفْرادِ الأُسْرَةِ و حَتَّى نُجومِ الْفّنْ الْكِبار آنذاك .. يُذكر كذلِكَ أن اُشْتَهَر مُنير مُراد فى أَوائِل القَرْنِ العِشْرِينَ بإلقاءِ الأغانى الخَفيفَة لَكِنّهُ عِندما بَدأَ يَكبُر وَجَد أَن شَقِيقَتَهُ الْكَبِيرَة قَدْ بَدأْت فى الْغِناءِ بالإذاعَةِ المِصريّة فى أَوَّلِ ظُهورِها ما جَعَلَهُ يَتَراجَعَ نِسْبيّاً عن الاسْتِمرار فى الغِناء إلى أن جاء عام 1939م ليَدَخَلَ مَجالٌ السينِما كَعامِل كلاكِيت ! ثُمَّ بَدأ فى الْعَملِ كمُساعِد مُخرج مَع ” كَمال سلَيْم ” فى 24 فِيلْم فى فَتْرَة الأربعينيات مِنْ الْقَرْنِ الماضى و ذلك قَبْلَ أن يَنْطَلِقَ قِطاره السِنيمائى بالتّمثيل فيُشارك بِبُطولَة فيلمين ” أنا و حَبيبى ” عام 1953م و ” نَهارِك سَعِيد ” عام 1955م و يُذكر أن كان مَوهوبّاً فى تَقْلِيد الشَّخْصِيَّات فى أفلامِه و هو ما ظَهَرَ بِشدة مِنْ خِلَالِ إِسْكِتش « هُنا الْقاهِرَة » و إِسْكِتش ” الْكورَة ” و ” أَيْنَ تَذْهَب هذا الْمَساء ” و ” قولِى آه ” و جَديرٌ بالذِكر أن اتَّجَهَ مُنير فى بِدَايَتِه للتّلحين عَلَى موسِيقَى الْجاز الَّتِى كانَتْ رائِجَةً وَقْتِها فى الْغَرْب و لَكِن واجَهتْهُ صُعوبات فى التَّرْوِيجِ لَها و إقْناعِ المُنْتِجين بِها و بلا شّكَ فقد كان مُنير رائدّاً مِن رَوَّاد الْمُوسِيقَى الرَّاقِصَة و الاسْتِعراضيّة فى مِصْر بِمَعْنَى و حَقّ الْكَلِمَة و لما العَجبَ بَعدما وَضَعَ أَشْهُر مُوسِيقَى الرَقصات و الاسْتِعراضات الَّتِى كانَتْ تؤّديها تَحِيَّة كاريوكا و سامِيَة جَمال و نعَيْمَة عاكِف و يُذكر أن كان ارْتِباط صَوْت الفنّانَة شادِيَة بألحّانِ مُنير مُراد بِمَثابَة عَلَامَة مُضيئة فى تارِيخ الْموسِيقَى الْمِصْرِيَّةِ بَعدما قامَ عَلَى مَدَى عِدّةِ سَنَواتٍ بِتّلْحِين عِدَّة أغانى لَها أَصْبَحْت مِنْ كلاسيكيات الأغانى الرومانسيّة فى مِصْر بِالْإِضافَة للأغانى و الدويتوهات الَّتِى لحّنَها للعَندليب الأسْمَر و لشادية مِثْل ” إِحَنا كُنَّا فِين ” و ” تَعالَى أقولك ” و ” حاجَة غَرِيبَة ” و ” إن راح مِنْك يا عَيْن ” و الَّذِى بَلَغ لَحْن هَذِهِ الْجُمْلَة مِنْ الرقَّةِ و العَبْقَرِيّة اللّحنيّة الفّذَة لمُنير مُراد بَعْدَما عَبّرَ عَن إحْساسٍ عَمِيق بِالْحِيرَة بَيْنَ الْأَملِ و خَيْبَة الْأَمَلِ فى انْكِسارٍ حَزِين فى الشّطّرَةِ الْأُولَى ثُمَّ تَفاؤلٍ كَبِير فِى الشّطْرَةِ الثَّانِيَة و التَّعْبِيرِ عَنْ الْمَوْقِفَيْن المُتّضادين و كُل ذلِكَ يأْتِيك فى ثَوان مَعْدوده و بِمُنْتَهَى الدِّقَّة ! و عَلَى الرَّغْمِ مِنْ وُجودِ كِبار المُلّحنين فى زَمَنِ مُنير مُراد إلَّا أنّ ألْحانَهُ تَمَيَّزَت بالرَشاقَةِ و الْمَرِح فَلَم يَدخُل مُطْلَقّاً فى سِبَّاقٍ مَع الْكِبار أمْثال عَبْد الْوَهَّابِ و مُحَمَّد الموجى و كَمال الطَّوِيل و بَلِيغ حَمدى و مَحْمود الشِرِيف بَلْ كانَ مُتَمّيزّاً فى رُكنٍ خَاصٍ بِهِ بَعْدَ أن حَرَصَ عَلى إظْهارِ الْإِيقاعات إظهارّاً بَديعّاً و نَجَحَ فى اسْتِخْدام الْآلَات الإيقاعيّة الْغَرْبِيَّة و إشْراك آلَات الأوركِسترا الْأخْرَى فى أَداءِ الجُمَلِ الإيقاعيّةِ إضافَةً لبَراعَتِهِ فى وَضَعِ لِكُل لَحْن إيقاعّاً خاصّاً به يُعّبِرُ عَن مُناسَبَةِ النَّص علاوةً لمِيلِهِ إلَى اسْتِخْدامِ إيقاعاتٍ سّهْلَة سَرِيعَة تّعْتَرِضَها جُمْلّةً اعْتِرَاضِيَّة رَشِيقَة تُمّثِلُ أَحْيانّاً ذُرْوَة عَبْقَرِيَّة اللَّحْن الْجَمِيل و كى نَكونَ مُنْصِفين فَنؤكِدُ عَلى أنّهُ كما فَعَلَ عَبْد الْوَهَّابِ فى ألْحانِهِ للسينما اسْتَخْدَم مُنير الإيقاعات الْغَرْبِيَّة عَلَى أَلْحانٍ شّرْقِيَّة ما جَعَل الفَنَّان عَبْد الْحلِيمِ حافَظ يَنْتَبِهَ إلَى أَهَميَّة المُلّحِن مُنير مُراد و كأنَهُ آلَة ” بيانولا ” تَبْعَثُ بِالْفَرَحِ و الْمَرِحِ إلَى الْجَمِيعِ حَتَّى بَدآ يُلاحِظُ المُسْتَمعون الْعَرَب وَقْتِها أنّ حَلِيم لَم يَعُدْ مَحصورّاً بِالْغِناء الَّذِى يَتّسِمُ بِالْحُزْن و الشَّجَن فَحَسْب بلّ يُمْكِنَهُ أَنْ يُقّدِمَ ” أَوَّلَ مَرَّة تحِب يا قلْبِى ” و ” ضحِك و لعِب و جَد و حُب ” و ” قاضِى البِلاج ” عِلاوة عَلى ذلِكَ تّلحين مُنير أيضّاً لِعَدَدٍ مِن المُمّثليين كان عَلى رأسِهِم ” سُعاد حُسْنَى ” و ” نَعَيْمَة عاكِف ” و ” شُكوكو ” و ” إِسْماعِيل ياسين ” و ” لِبْلِبَة ” كما غَنّى مِن ألْحانِهِ أيضّاً عادِل إمام فى ” اسْتِعْراض الطَّلبَة ” مَعَ عَبْد الْحلِيمِ فى المُسّلسَل الإذاعى ” أَرْجوك لَا تَفْهَمَنى بِسُرْعَة ” .. يُذكر أن كان مُنير مِصريّاً وَطنيّاً حَتَّى النُخاع و قد تَجَسّدَ ذلِكَ عَقِبَ مُعاهَدَةِ كامبْ دِيفِيد حين حاولَ الصَهاينّة عَنْ طَرِيقِ رَئِيس الكِيان الصُهيونى آنذاك ” شِيمون بِيرِيز ” أَن يَصْطّحِبوه إلَى إسْرائِيل هوَ وَ شَقيقَته لَيْلَى لَكِنَّهُما رَفَضا رفْضّاً قاطِعّاً هَذا الْعَرْض المُغرى و الأمْجاد الَّتِى سَيَمنَحونَها لَهُما و أَعْلَنا بِأَنَّهُما مِصريين عَرَبْ مُسْلمين و أَنَّهما ضِدّ قِيام دَوْلَة إسْرائِيل مِن الأساسْ .. جديرٌ بالذِكر أن تَزَوَّج مُنير مُراد مِن الفنّانَة ” سُهير البابلى ” عَقِبَ قِصَّة حُبٍ كَبِيرَةٍ و كانَت تِلك الزيجة السَّبَبَ فى شُهْرَتِها فَنيّاً لَكِن الزَّواج لَمْ يَسْتَمِر و انْفَصَلَا بَعْدَ سَنَواتٍ مِنَ الزَّوَاجِ بِسَبَبِ خِلافاتٍ فَنِيَّة و نُجومِيَّة أيضّاً ! لَيَتَزَوّج بَعْدَها مِنْ ” مِيرْفَت شَرِيف ” شَقِيقَة المُطرِبْ الحالى تامُر حُسنى مِنْ الْأَبِ ” حُسْنى شَرِيف ” ذلِكَ المُطرِبُ نِصْف الْمَشْهور فى سّبعينياتِ الْقَرْنِ الماضى و لَم يُنْجِب مِنْها وَ ظَلَّت تَعِيش مَعَهُ فى شَقَّتِهِ بِعِمارَة فيلَبس بِشارِع عَدلى حَيثُ لَم يُنجِب مُنير سِوَى ولَدٍ وَاحِدٍ فَقَطْ و يُدعى ” زَكَّى ” و هو يَعِيش فى الْوِلَايات المُتّحدة مِنْ أَكْثَرِ مِنْ نِصْفِ قَرن و لَدَيْه جاليرى فن يَتكسّبَ مِنْهُ مُنذ أَن غادِرَ مِصْرَ مَعَ والِدَتِهِ و عَمَّتِه ” مَلْك ” عَقِبَ إشْهار والِدِهِ إسْلَامِه فى نِهايَةِ الأربعينيات و غَيّرَ اسْمِهِ مِنْ مورِيس زَكَّى مُراد إلَى مُنير مُحَمَّدْ مُراد ليُخْتّصَر فَنيّاً بعد ذلِكَ إلَى ” مُنِير مُراد ” .. يُذكر أخيرّاً أن قَدّمَ مُنير مُراد ما يَقْرُبُ مِن 3000 لَحْن خِلَال سَنَوات حَياتِهِ الَّتِى أَمْضاها فى مَجالِ الْموسِيقَى و الْأَلْحان و ظّلَ يُبدِعَنا حَتَّى رَحِيلِه بِأزْمَةٍ قَلْبِيَّةٍ فى 17 / 10 / 1981م عَن عُمْرٍ يُناهِز الـ 55 عامّاً بَعْد فَتْرّةٍ طَويلَةٍ مِنْ الإكتِئاب النَفسى و الأزَماتِ الْمَعْنَوِيَّة الْحادَّة و لَم يَسِر فى جَنازَتِه سِوَى أَوْلَادِ شَقِيقَتِهِ لَيْلَى مُراد ” زَكَّى فَطِين عَبْد الْوَهَّابِ ” و ” أَشْرَف اباظة ” نَظرّاً لِحالَة الطَّوارِئ الَّتِى كانَتْ تمُر بِها الْبِلَاد آنذاكْ بِسَبَبِ اِغْتِيال الرَّئِيس السَّادات لِدَرَجَةِ أَن جَرِيدَة الأهْرام نَشِرَتْ خَبَر رَحِيلِه عَقِبَ دَفْنِهِ بِيَومَيْن فى إِحْدَى الصَّفَحات الدَّاخِلِيَّة للِجَرِيدَة ! لِأَنّ صَفَحاتِها بِالْكامِل كَانَت مُخَصّصَةً آنذاك لِنَشْرِ التَعازى و لِسّرْدِ قِصَص و بُطولات الرَّئِيس المُغْتال ! .. رَحِمَ اللهُ مُنير مُراد و تَجاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِ و أسْكَنَهُ فَسيحَ جَنّاتِهِ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى