محمود شعبان يكتب :ماذا يحدث في إيران ؟

منذ اسابيع وهناك خلاف كبير بين الاصوليين وبين بزشكيان حول سياسات الرئيس الايراني الاقتصادية
الاتهامات التي وجهت الى بزشكيان من جانب الاصوليين والتيار الثوري في ايران هي ان بزشكيان فشل في انجاز اي شيئ يخص الازمة الاقتصادية
في الوقت نفسه فقد سبق ان تحدث جواد ظريف في فترة الدعاية الانتخابية ان بزشكيان لديه القدرة على تحقيق انجاز يخص تحسين قيمة العملة الايرانية
وان ايران سوف تمضي الى التفاوض مع البيت الابيض من اجل رفع العقوبات الامريكية والغربية عن ايران
كان سبب الخلاف الرئيس بين ترامب وايران في فترته الرئاسية الاولى هي ان الاتفاق النووي الذي ابرم في عام 2015 في فترة روحاني تضمن ان حصل الغرب على نسبة كبيرة من الاستثمارات الاقتصادية في ايران في مقابل حصة قليلة لصالح الامريكان
ترامب رفض هذه القسمة في الاتفاق النووي ومن ثم خرج من الاتفاق النووي وذهب الى الضغط الاقصى من اجل الضغط اقتصاديا على ايران وغلق الطريق على اي استثمار اوروبي في ايران بناء على تفاصيل الاتفاق النووي
لذلك ، حين جاء همتي وزير الاقتصاد الايراني ، لم يستطع ان يحقق اي شيئ يخص التحول في الازمة الاقتصادية ، وتدهورت العملة بشكل كبير في الاسابيع القليلة الماضية
وفي الحقيقة ف همتي ليس بيديه اي شيئ، التعويل كان على بدء التفاوض مع الامريكان لحلحلة الازمة الاقتصادية لكن الطوفان اطاح بكل شيئ، وقد سبق ان تحدث ظريف في منتدى دافوس ان الطوفان قد اطاح بفرصة التفاوض مع الامريكان في اكتوبر بعد ترتيبات كبيرة وكثيرة مع الديمقراطنيين
لذلك طرح التيار الاصولي وكذلك تيار قاليباف ، والتيار الثوري في البرلمان في تحالف نادر للمرة الاولى ، فكرة الاطاحة بوزير الاقتصاد الايراني
ذهب بزشكيان الى البرلمان اكثر من مرة للحديث حول الاقتصاد والدفاع عن سياسات وزيره وتمترس بدعم خامنئي له وكرر ذلك كثيرا في خطابه تحت قبة البرلمان
لكن كانت هناك النية وكان هناك القرار للاطاحة بالوزير ، حتى ان تيار قاليباف وهو التيار السياسي الممثل للحرس الثوري ، تخلى عن دعم حكومة بزشكيان للمرة الاولى بعد ان تحالفا سويا في الانتخابات ضد جليلي .
تمت الاطاحة بوزير الاقتصاد الايراني في زلزال ضرب الحالة السياسية الايرانية بشكل كبير
نأتي الى جواد ظريف
بالتزامن مع محاولة الاطاحة بوزير الاقتصاد من الحكومة عن طريق البرلمان
طرح التيار الثوري داخل البرلمان النقاش حول قانون تم تمريره منذ شهور في البرلمان كانت حكومة ابراهيم رئيسي قد قدمته الى البرلمان يتضمن عزل كل مسؤول في ايران يحمل هو او احد ابناءه الجنسية الاجنبية
وقد حاول ظريف ان يقاوم ، وقد استقال بالفعل في فترة تشكيل الحكومة الايرانية وتذرع بان الحرس والمخابرات الايرانيتين تدخلا لتغيير تشكيل الحكومة الايرانية وهو قد حدث بالفعل
ولكن مكتب خامنئي تدخل شخصيا وطالب ظريف بالعدول عن الاستقالة واضطر ظريف ان يلتقي بزشكيان في اجتماع ليلي في احدى الليالي العاصفة في ايران وخرج ليقول انه قرر البقاء مع بزشكيان
لكن ولضعف حكومة بزشكيان وعدم قدرتها انجاز اي شيء، تكالب الاصوليين وتيار قاليباف وكذلك التيار الثوري في البرلمان ، كذلك على ضرورة الاطاحة بجواد ظريف
واثاروا قضية العزل من المنصب بسبب الجنسية الاجنبية
حاولت حكومة بزشكيان تمرير تعديلات في البرلمان تضمن بقاء ظريف في منصبه لكن التيار الاصولي تصدى له ومنع اي تعديل على القانون الموجود منذ شهور في ايران
واستباقا لحالة التشفي في ظريف، استقال ظريف من المنصب خوفا من ان يطاله نفس مصير وزير الاقتصاد
وبذلك تدخل ايران معترك ضخم داخلي كما الحال في ازمتها الخارجية ، وقد تنفجر الاحوال في الداخل الى ما لا يحمد عقباه في ظل تربص التيار الثوري في ايران ببزشكيان وعزمه التظاهر اذا لم يحدث اي تطور في قيمة العملة الايرانية في الوقت القريب
وداعا ظريف، وربما قريبا نقول وداعا بزشكيان