إبراهيم نوار يكتب :واشنطن وإضعاف المنافسين.. اليابان مجرد مثال
تاريخيا، فإن العلاقات الاقتصادية بين البلدين، الولايات المتحدة واليابان منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، هي علاقة متوترة تختلط فيها المنافع مع تضارب المصالح، وصلت إلى درجة أن واشنطن اتبعت استراتيجية متعمدة لإضعاف الاقتصاد الياباني في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي.
ورغم أهمية اليابان المحورية استراتيجيا كجزء من خط المواجهة الأمريكية مع الصين، فإن قرار بايدن بوقف صفقة استحواذ شركة الصلب اليابانية «نيبون ستيل» على شركة الصلب الأمريكية «يو إس ستيل» يعكس تنامي قوة «المصلحة القومية الأمريكية» في سياسة الولايات المتحدة مع العالم، بما في ذلك أقرب حلفائها، كما يعني غلبة اعتبارات تلك المصلحة على ما عداها، بصرف النظر عن مبادئ حرية السوق والليبرالية الاقتصادية.
الأكثر من ذلك أن القرار يميل إلى جعل دول العالم المختلفة، بما فيها الدول الحليفة، مجرد خادمة لتحقيق المصالح الأنانية للولايات المتحدة.
ما يحدث في صناعة الصلب الأمريكية هو مجرد مظهر واحد من مظاهر النزعة الحمائية القومية الجديدة التي تقود السياسة الأمريكية. ووفق قرار بايدن، فإن استحواذ «نيبون» على «يو إس ستيل» من شأنه «أن يضع أحد منتجي الصلب الأمريكيين تحت السيطرة الأجنبية، ويشكل مخاطر على أمننا القومي، وسلاسل التوريد الحيوية». هذه الحجة لا تستقيم مع حقيقة أن الولايات المتحدة هي أكبر مستورد للصلب في العالم، وهو قطاع تسيطر عليه الصين بلا منافس تقريبا، وأن تشجيع إقامة تحالف أمريكي – ياباني في هذه الصناعة وليس العكس، يأتي في مصلحة الولايات المتحدة واليابان.