فيس وتويتر

طه خليفه يكتب :كان معروفاً منذ البداية

كان معروفاً منذ البداية أن هدف إسرائيل بالقضاء على حركة حماس صعب التحقق في الواقع.
إسرائيل نفسها كانت تدرك ذلك جيداً، بحكم المتابعة الأمنية والاستخبارية الدقيقة للحركة وللمواجهات العسكرية بين الطرفين مرات عديدة منذ سيطرت حماس على غزة منتصف عام 2007.
لماذا تضع إسرائيل هذا الهدف وتظل تكرره، هل تريد إثبات عجزها في النهاية؟.
نقول إن الهدف من ذلك أن يكون لإسرائيل مبرر دائم لقتل ممنهج للفلسطينيين، وهدم منظم لكل شبر في غزة، والذريعة جاهزة وهى القضاء على حماس.
ولهذا كانت تقصف البيوت والمشافي والمدارس والمساجد وكل المنشآت الخدمية، بل كل مبنى وبيت تحت عنوان عريض أن فيها عناصر من حماس.
لم يكن فيها حماسيون، إنما هو مسوغ للقصف والتدمير والتخريب والقتل.
كذلك نفس الهدف الآخر وهو استعادة المختطفين، وهى تعلم أنه هدف صعب أيضاً لأن حماس قسمتهم جماعات قليلة العدد ووزعتهم في شبكة الأنفاق الهائلة تحت أرض غزة.
إسرائيل كانت تستثمر هذا الهدف أيضاً في التدمير المبرمج لكل البيوت والمباني بحجة البحث عن المختطفين.
وهى لن تجدهم بهذه الطريقة حيث يصعب البحث في مساحة قدرها 365 كم، إنما الهدف الحقيقي هو تسوية غزة بالأرض وتحويلها إلى أرض محروقة لكي يكون صعب إعمارها، أو إعمارها وفق شروط من ضمنها ألا يكون لحماس وجود في إدارة غزة، ومن سيمول الإعمار سيوافق على ذلك.
هذا العدوان كان على رأس أهدافه القتل الواسع غير المسبوق للفلسطينيين، والدمار الشامل لكل مقدرات القطاع ولكل أوجه الحياة فيه.
وأعداد الضحايا مابين شهداء وجرحى مفقودين، ودمار 80% من القطاع، وتشريد كل السكان هى خسائر قياسية لم تحدث في كل الاعتداءات والمواجهات منذ بدأ الاحتلال والصراع.
وخلاصة القول هنا إن هذا عدو ليس كأي عدو، ومحتل لايُقارن بأي محتل، واحتلال غير كل الاحتلالات التي شهدها العالم منذ القدم..
ولهذا التعامل معه ليس كما كان التعامل مع أي محتل في أي بلد آخر،
وليس توجيه ضربة ثم تلقي ألوف الضربات منه.
الفلسطينيون جميعاً مطالبون بالوحدة والجلوس على طاولة واحدة والاتفاق الحاسم على طريقة التعامل مع المحتل وهم محاطون بحائط عربي داعم لهم.
دون ذلك سيتواصل جريان نهر الدماء الفلسطيني دون تحرير أو دولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى